صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{۞سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (142)

{ سيقول السفهاء من الناس } جمع سفيه ، من السفه وهو الخفة الناشئة من نقصان العقل . أي سيقول الخفاف الإحلام ، الطاعنون في تحويل القبلة إلى الكعبة ، وهم اليهود والمنافقون والمشركون : أي شيء صرفهم عن قبلتهم التي كانوا يصلون إليها ، وهي بيت المقدس ؟   ! وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إليها منذ قدم المدينة ، وبعد ستة عشر أو سبعة عشر شهرا - على الأرجح – أمر بالصلاة إلى الكعبة ، فأخبره الله تعالى بما سيقولونه قبل أن يقولوه ، ليوطن نفسه عليه ، وأعلمه الجواب عنه ، وهو من أعلام النبوة . وقيل : إنه أخبره به بعد ما وقع ، وأتى بالسين مع مضى القول لاستمرارهم عليه .