التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (9)

{ قل ما كنت بدعا من الرسل } البدع والبديع من الأشياء : ما لم ير مثله أي : ما كنت أول رسول ولا جئت بأمر لم يجيء به أحد قبلي ، بل جئت بما جاء به ناس كثيرون قبلي ، فلأي شيء تنكرون ذلك .

{ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } فيها أربعة أقوال :

الأول : أنها في أمر الآخرة وكان ذلك قبل أن يعلم أنه في الجنة ، وقبل أن يعلم أن المؤمنين في الجنة وأن الكفار في النار ، وهذا بعيد ، لأنه لم يزل يعلم ذلك من أول ما بعثه الله .

والثاني : أنها في أمر الدنيا أي : لا أدري بما يقضي الله علي وعليكم ، فإن مقادير الله مغيبة وهذا هو الأظهر .

الثالث : ما أدري ما يفعل بي ولا بكم من الأوامر والنواهي وما تلزمه الشريعة .

الرابع : أن هذا كان في الهجرة إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض بها نخل فقلق المسلمون لتأخير ذلك فنزلت هذه الآية .