الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (9)

( ت ) : ولفظ البخاريِّ : وقال ابن عباس : { بِدْعاً مِّنَ الرسل } أي : لَسْتُ بأوَّلِ الرُّسُلِ ، واختلف الناسُ في قوله : { وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ } فقال ابن عباس وجماعةٌ : كان هذا في صَدْرِ الإسْلاَمِ ، ثم بعد ذلك عَرَّفَهُ اللَّه عزَّ وجلَّ بأَنَّه قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّرَ ، وبأَنَّ المؤمنين لهم من اللَّه فضلٌ كبيرٌ ، وهو الجَنَّةُ ، وبأَنَّ الكافرين في نار جَهَنَّمَ ؛ والحديثُ الصَّحِيحُ الذي وقع في جنازة عُثْمانَ بنِ مَظْعُونٍ يُؤَيِّدُ هذا ، وقالت فرقة : معنى الآية : وما أدري ما يُفْعَلُ بي ولا بكم من الأوامر والنواهي ، وقيل غير هذا .

وقوله : { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ } معناه : الاِستسلامُ والتَّبَرِّي من عِلْمِ المُغَيَّبَاتِ ، والوقوفُ مع النذارةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ .