{ ألم تر } ألم تعلم . والخطاب له صلى الله عليه وسلم . والاستفهام للتقرير بما تواثر نقله . وقد نزلت هذه السورة منبهة على العبرة في قصة الفيل ، التي وقعت بمكة في عام مولده صلى الله عليه وسلم ؛ إرهاصا لبعثته على كيفية هائلة دالة على عظم قدرة الله تعالى ، وعزته وانتقامه من الجبارين ، وعلى حرمة بيته المعظم وشرفه ، وعلى إنعامه على قريش بصد عدوهم عنهم ؛ فكان حقيقا بهم أن يعبدوه وحده ، ولا يشركوا به شيئا . وفيها مع ذلك تنبيه لهم ولأمثالهم من المكذبين إلى شدة أخذه تعالى للباغين ، وأنه تعالى قادر أن يعذبهم بما شاء من أنواع العذاب ؛ كما عذب الجبابرة من القرون الأولى ، تارة الخسف والغرق ، والطاعون والزلزال ، والصواعق والأمطار . وتارة بالحجارة تنزل من السماء . والمشهور أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعدها بخمسين يوما .
{ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } هم جيش الحبشة الذي قدم مكة لهدم الكعبة المشرفة ، بقيادة أبرهة الأشرم الحبشي أمير اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة ، ومعه الفيل . فأهلكه الله ، وأهلك جيشه ؛ كما قص الله في هذه السورة .
سورة الفيل مكية ، وآياتها خمس ، نزلت بعد سورة " الكافرون " . يُخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقصة أصحاب الفيل الذين قصدوا هدم الكعبة . ويبين له ما حوته تلك القصة من عبرة دالة على حرمة هذا البيت الحرام ، وقدرة الله تعالى وانتقامه من المعتدين على حرماته . . وكيف سلط عليهم من جنوده ما قطع دابرهم وردّهم خاسرين .
وسيرة أبرهة الحبشي وغزوه لبيت الله لهدمه مبسوطة في كتب السيرة والتاريخ . وقد كان هذا الحدث الهام في عام مولد النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه ، سنة خمسمائة وسبعين ميلادية .
{ أصحاب الفيل } : أبرهة الحبشيّ وجيشُه الذين جاءوا لهدم الكعبة .
حادثُ الفيل معروفٌ متواتر لدى العرب . وقد جعلوه مبدأَ تاريخٍ يؤرخون به فيقولون : وُلدِ عامَ الفيل . وحدث كذا عامَ الفيل . . وكان سنةَ خمسمائة وسبعين ميلادية . وفي ذلك العام وُلدِ النبيُّ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ألم تعلم يا محمدُ ماذا صنع اللهُ العظيمُ بأصحابِ الفيلِ ، جيشِ أبرهةَ ، الّذين جاءوا لهدْم الكعبة ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.