صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآيتها خمس .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ ألم تر } ألم تعلم . والخطاب له صلى الله عليه وسلم . والاستفهام للتقرير بما تواثر نقله . وقد نزلت هذه السورة منبهة على العبرة في قصة الفيل ، التي وقعت بمكة في عام مولده صلى الله عليه وسلم ؛ إرهاصا لبعثته على كيفية هائلة دالة على عظم قدرة الله تعالى ، وعزته وانتقامه من الجبارين ، وعلى حرمة بيته المعظم وشرفه ، وعلى إنعامه على قريش بصد عدوهم عنهم ؛ فكان حقيقا بهم أن يعبدوه وحده ، ولا يشركوا به شيئا . وفيها مع ذلك تنبيه لهم ولأمثالهم من المكذبين إلى شدة أخذه تعالى للباغين ، وأنه تعالى قادر أن يعذبهم بما شاء من أنواع العذاب ؛ كما عذب الجبابرة من القرون الأولى ، تارة الخسف والغرق ، والطاعون والزلزال ، والصواعق والأمطار . وتارة بالحجارة تنزل من السماء . والمشهور أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعدها بخمسين يوما .

{ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } هم جيش الحبشة الذي قدم مكة لهدم الكعبة المشرفة ، بقيادة أبرهة الأشرم الحبشي أمير اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة ، ومعه الفيل . فأهلكه الله ، وأهلك جيشه ؛ كما قص الله في هذه السورة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ} (1)

{ ألم تر } ألم تعلم ، وقيل : ألم تخبر { كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفيل

مكية وآياتها 5 نزلت بعد الكافرون

نزلت هذه السورة منبهة على العبرة في قصة الفيل التي وقعت في عام مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنها تدل على كرامة الله للكعبة وإنعامه على قريش بدفع العدو عنهم ، فكان يجب عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به ، وفيها مع ذلك عجائب من قدرة الله وشدة عقابه .

وقد ذكرت القصة في كتب السير وغيرها ، واختصارها أن أبرهة ملك الحبشة بنى بيتا باليمن وأراد أن يحج الناس إليه كما يحجون إلى الكعبة ، فذهب أعرابي وأحدث في البيت ، فغضب أبرهة وحلف أن يهدم الكعبة ، فاحتفل في جموعه وركب الفيل وقصد مكة ، فلما وصل قريبا منها فر أهلها إلى الجبال وأسلموا له الكعبة ، وأخذ لعبد المطلب مائتي بعير ، فكلمه فيها فقال له : كيف تكلمني في الإبل ولا تكلمني في الكعبة ، وقد جئت لهدمها ، وهي شرفك وشرف قومك ؟ فقال له : أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ، فبرك الفيل بذي الغميس ولم يتوجه إلى مكة ، فكانوا إذا وجهوه إلى غيرها هرول ، وإذا وجهوه إليها توقف ولو بضعوه بالحديد ، فبينما هم كذلك أرسل الله عليهم طيورا سودا ، وقيل : خضرا ، عند كل طائر ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه ، فرمتهم الطيور بالحجارة ، فكان الحجر يقتل من وقع عليه ، وروي : أنه كان يدخل في رأسه ويخرج من دبره ، ووقع في سائرهم الجدري والأسقام ، وانصرفوا فماتوا في الطريق متفرقين في المراحل ، وتقطع أبرهة أنملة أنملة .

{ ألم تر كيف } معناه ألم تعلم ، وكيف في موضع نصب { بفعل ربك } لا ب{ ألم تر } والجملة معمول { ألم تر } .