ثم قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم{[37502]} : { وأنذر الناس يوم ياتيهم العذاب }[ 44 ] ، والمعنى : وأنذر الناس الذين أرسلت إليهم يا محمد{[37503]} { يوم ياتيهم العذاب }[ 44 ] : وهو يوم القيامة{[37504]} .
( فاليوم ) : مفعول به ، بأنذر{[37505]} ولا يحسن أن يكون نصبه على الظرف{[37506]} ، لأن الإنذار لا يكون يوم القيامة{[37507]} ، إنما هو/ في الدنيا فافهمه ، وله نظائر{[37508]} كثيرة في القرآن .
ثم قال تعالى : { فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب }[ 44 ] .
قال محمد بن كعب القرظي ، رحمه الله : بلغني أن ( أهل ){[37509]} النار ينادون :
{ ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل }[ 44 ] فرد عليهم : { أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال } – إلى قوله – { لتزول منه الجبال }{[37510]}[ 46 ] .
وقوله : { أولم تكونوا أقسمتم قبل ما لكم من زوال }[ 44 ] : هذا تقريع من الله ( عز وجل ){[37511]} للمشركين من قريش . أعلمنا أنه يقال لهم بعد أن دخلوا النار بإنكارهم البعث في الدنيا ، إذ سألوا رفع العذاب ( عنهم ){[37512]} وتأخيرهم لينيبوا أو يتوبوا{[37513]} .
{ أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال }[ 44 ] أي مالكم من انتقال من الدنيا إلى الآخرة ، وإنكم إنما تموتون ، ولا تبعثون{[37514]} .
وهذا القسم الذي حكى الله ( عز وجل ){[37515]} عنهم هنا هو ما حكى الله ( سبحانه ){[37516]} عنهم أنهم ( أ ){[37517]}قسموا في قوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت }{[37518]} . قاله{[37519]} ابن جريج{[37520]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.