السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (76)

{ وإذا لقوا } أي : منافقو اليهود { الذين آمنوا قالوا آمنا } بأنكم على الحق وإنّ رسولكم هو المبشر به في التوراة { وإذا خلا } أي : رجع { بعضهم إلى بعض قالوا } أي : رؤساؤهم الذين لم ينافقوا ككعب بن الأشرف وكعب بن أسد ووهب بن يهودا لمن نافق { أتحدّثونهم } أي : المؤمنين { بما فتح الله عليكم } بما بين لكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم { ليحاجوكم } أي : ليخاصموكم { به عند ربكم } أي : بما أنزل ربكم في كتابه ويقيموا عليكم الحجة في ترك اتباعه مع علمكم بصدقه جعلوا محاجتهم بكتاب الله محاجة عند الله كما يقال : عند الله كذا ، ويراد به أنه في كتابه وحكمه ، وقيل : بين يدي رسول ربكم ، وقيل : عند ربكم في الآخرة ، وقوله تعالى : { أفلا تعقلون } إمّا من تمام كلام اللائمين وهم خلص اليهود وتقديره أفلا تعقلون أنهم يحاجونكم فيحجونكم ، وإمّا من خطاب الله للمؤمنين متصل بقوله تعالى : { أفتطمعون } والمعنى : أفلا تعقلون حالهم وأنه لا مطمع لكم في إيمانهم .