الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

قوله : ( وَلَوَ اَنَّهُمُ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ [ وَالإِنْجِيلَ ] )( {[17145]} ) الآية( {[17146]} ) [ 68 ] .

أي : لو أن اليهود أقامت( {[17147]} ) التوراة ، أي : عملت بما فيها وأقرت بما فيها من صفة النبي ونبوته( {[17148]} ) ، ولو أن النصارى أقامت( {[17149]} ) الإنجيل ، أي : عملت( {[17150]} ) بما فيه وأقرت بصفة النبي ونبوته التي هي فيه ، ( وَ[ مَا ]( {[17151]} ) أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ ) يعني القرآن ، أي : وأقاموا ما أنزل إليهم من ربهم ، والمعنى في ذلك : التصديق بجميع الكتب( {[17152]} ) .

( و )( {[17153]} ) قوله : ( لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ ) أي : من قطر السماء ، ( وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم ) : من نبات الأرض( {[17154]} ) . وقيل : معناه التوسعة عليهم في الأرزاق كما يقول القائل : " هو في خير من قرنِهِ إلى قدمه " ( {[17155]} ) .

( مِنْهُمُ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ) : أي مؤمنة بمحمد( {[17156]} ) . وقيل : مقتصدة في القول في عيسى أنه ( رَّوْحِ اللَّهِ( {[17157]} ) وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ )( {[17158]} ) . قال مجاهد : هم مسلمو أهل الكتاب( {[17159]} ) . ( وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) أي : عملهم( {[17160]} ) مذموم( {[17161]} ) .


[17145]:- ساقطة من ب ج.
[17146]:- ساقطة من د.
[17147]:- ب: إقامة.
[17148]:- ج: بنبوته.
[17149]:- د: كذلك أي: أقامت.
[17150]:- مخرومة في أ. ب: علمت.
[17151]:- في جميع النسخ: بما.
[17152]:- ب: الكتاب. وانظر: تفسير الطبري 10/462 و464، ومعاني الزجاج 2/191.
[17153]:- ساقطة من ج.
[17154]:- هو قول ابن عباس وقتادة والسدي ومجاهد في تفسير الطبري 10/463 و464، وقول الفراء في معانيه 1/315، وابن قتيبة في غريب 144، والزجاج في معانيه 2/191.
[17155]:- انظر: معاني الفراء 1/315، وتفسير الطبري 10/464، ومعاني الزجاج 2/191، وانظر: غريب ابن قتيبة 144.
[17156]:- انظر: قول السدي في تفسير الطبري 10/466.
[17157]:- ج د: إليه.
[17158]:- انظر: تفسير الطبري 10/465، وانظر: معاني الزجاج 2/192.
[17159]:- ب ج د: الكتب، وهو قتادة والسدي وابن زيد والربيع أيضاً في تفسير الطبري 10/465 و466.
[17160]:- ب: علمهم.
[17161]:- انظر: تفسير الطبري 10/465، وانظر: معاني الزجاج 2/192.