قوله تعالى : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) إلى قوله تعالى : ( سميعا بصيرا ) {[72188]} .
" هل " [ في هذا ] {[72189]} الموضع خبر لا جحد {[72190]} . وفي الكلام معنى [ التقرير ] {[72191]} ، كأنه قال : قد أتى على الإنسان {[72192]} [ ز ] {[72193]}من طويل لم يكن شيئا مذكورا .
وهذا كما تقول للرجل- [ تقرره ] {[72194]} : هل أكرمتك ؟ وقد [ أكرمه ] {[72195]} ، هل أحسنت {[72196]} إليك ؟ وقد أحسن إليه {[72197]} . وتكون " هل " جحودا {[72198]} في غير هذا الموضع ، نحو قول الرجل لآخر : هل يفعل هذا أحد ؟ ! بمعنى : لا يفعل هذا أحد ، وتكون استفهاما وهو بابها {[72199]} .
وقد أجاز ابن كيسان أن تكون " هل " في الآية استفهاما على بابها ، كما تقول : هل بقيت في أمرك ؟
والإنسان في الآية : آدم عليه السلام ، قاله قتادة {[72200]} وغيره . قال قتادة : إنما [ خلق ] {[72201]} الإنسان حديثا ، وما نعلم من خليقة الله عز وجل كانت بعد الإنسان {[72202]} ، يقول : خلْق الإنسان آخر سائر ما خلق من الخلق {[72203]} .
والحين ( ها هنا ) {[72204]} يراد به طول مكث آدم وهو طينة . وذلك أربعون {[72205]} سنة في ما روي . فكان في ذلك الوقت شيئا غير مذكور {[72206]} .
وقيل : الحين هنا غير معلوم ، [ الله يعلمه ] {[72207]} . وقيل : الإنسان هنا يراد به الجنس {[72208]} فأما الإنسان الثاني فهو للجنس [ بلا اختلاف ] {[72209]} ، وقال مالك : الحين هنا : ما مضى قبل ذلك من أمر الدهر كله ومن قبل أن يخلق آدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.