الآية 28 وقوله تعالى : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) يحتمل وجوها : ( كيف ) من أين ظهرت لكم الحجة أن تعبدوا من دون الله من الأصنام وغيرها أنه حق ؟ ولم يظهر لكم منها الإنشاء بعد الموت ولا الإماتة بعد الإحياء ؟ وقيل : وكيف تكفرون بالبعث بعد الموت ( وكنتم أمواتا ) يعني نطفا ( فأحياكم ) ، وأنتم لا تنكرون إنشاء الأول ، فكيف تنكرون البعث والإحياء بعد الموت ؟ [ وقيل كيف تكفرون ] بالإحياء والبعث بعد الموت ]{[375]} ؟ وفي العقل أن خلق الخلق للإفناء والإماتة من غير قصد العاقبة عبث ولعب ؟ لأن كل بان بنى للنقض فهو عابث . وكذلك كل ساع في ما لا عاقبة له فهو عابث هازل . فكيف تجعلون فعله عز وجل إذ لو{[376]} لم يجعل للخلق دارا للجزاء والعقاب كان في خلقه إياهم عابثا هازلا خارجا من الحكمة ؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
وقوله تعالى : ( ثم إليه ترجعون ) [ فيه وجهان :
الأول ]{[377]} : أنكم ترجعون إليه . وكذلك ( المصير ) [ آل عمران : 28 و . . ] و ( مآب ) [ الرعد : 36 ] .
والثاني : أنكم ترجعون إلى [ ما ]{[378]} أعد لكم من العذاب ، احتج عليهم بما أخبرهم الله أنه أنشأهم بعد الموتة الأولى وأنه{[379]} يبعثهم بعد الموتة الأخرى ( ثم إليه ترجعون ) كأنه يقول : ثم اعلموا أنكم إليه ترجعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.