تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (19)

ثم ضرب للمنافقين مثلا ، فقال سبحانه : { أو كصيب من السماء } ، يعني المطر ، { فيه ظلمات ورعد وبرق } مثل المطر مثل القرآن ، كما أن المطر حياة الناس ، فكذلك القرآن حياة لمن آمن به .

ومثل الظلمات ، يعني الكافر بالقرآن ، يعني الضلالة التي هم فيها ، ومثل الرعد ما خوفوا به من الوعيد في القرآن ، ومثل البرق الذي في المطر مثل الإيمان ، وهو النور الذي في القرآن .

{ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق } ، يقول : مثل المنافق إذا سمع القرآن ، فصهم أذنيه كراهية للقرآن ، كمثل الذي جعل أصبعيه في أذنيه من شدة الصواعق ، { حذر الموت } ، يعني مخافة الموت ، يقول : كما كره الموت من الصاعقة ، فكذلك يكره الكافر القرآن ، فالموت خير له من الكفر بالله عز وجل والقرآن ، { والله محيط بالكافرين } ، يعني أحاط علمه بالكافرين .