الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (19)

قولُه تعالى : { أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَآءِ } : في " أو " خمسة أقوال ، أظهرهُا : أنها للتفصيلِ بمعنى أنَّ الناظرينَ في حالِ هؤلاء منهم مَنْ يُشَبِّهُهُمْ بحال المستوقدِ الذي هذه صفتُهُ ، ومنهم مَنْ يُشَبِّهُهُمْ بأصحاب صَيِّبٍ هذه صفتُه . الثاني : أنها للإِبهام ، أي : إن الله أَبْهَم على عباده تشبيهَهم بهؤلاء أو بهؤلاء ، الثالث : أنها للشَّكِّ ، بمعنى أن الناظر يَشُكُّ في تشبيههم . الرابع : أنها للإِباحة . الخامس : أنها للتخيير ، أي : أًُبيح للناس أن يشبِّهوهم بكذا أو بكذا ، وخُيِّروا في ذلك . وزاد الكوفيون فيها معنيين آخرين ، أحدُهما : كونُها بمعنى الواو ، وأنشدوا :

جاء الخلافةَ أو كانَتْ له قَدَراً *** كما أتى ربَّه موسى على قَدَرِ

والثاني : كونُها بمعنى بل ، وأنشدوا :

بَدَتْ مثلَ قَرْن الشمسِ في رَوْنَقِ الضُّحَى *** وصورتِها أَوْ أَنْتَ في العينِ أَمْلَحُ

أي : بل أنت .

و " كصيبٍ " معطوفٌ على " كَمَثَل " ، فهو في محلِّ رفع ، ولا بُدَّ من حذف مضافَيْنِ ، ليصِحَّ المعنى ، التقدير : أو كمثل ذَوي صَيِّب ، ولذلك رَجَعَ عليه ضميرُ الجمع في قوله : { يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم } لأنَّ المعنى على تشبيهِهم بأصحاب الصيِّب لا بالصيِّب نفسِه . والصيِّبُ : المطر : سُمِّي بذلك لنزولِهِ ، يقال : صابَ يصُوبُ إذا نَزَلَ ، قال :

فلسْتُ لإِنسِيٍّ ولكن لِمَلأَكٍ *** تَنَزَّلَ من جوِّ السماءِ يَصُوبُ

وقال آخر :

فلا تَعْدِلي بيني وبينَ مُغَمَّرٍ *** سَقَتْكِ رَوايا المُزْنِ حيثُ تَصُوبُ

واختُلف في وزن صَيِّب : فمذهبُ البصريين أنه " فَيْعِل " ، والأصلُ : صَيْوبٍ فَأُدْغِمَ كميِّت وهيِّن والأصلُ : مَيْوِت وهَيْوِن . وقال بعض الكوفيين : وزنه فَعِيل ، والأصل " صَويب بزنة طَويل ، قال النحاس : " وهذا خطأٌ لأنه كانَ ينبغي أن يَصِحَّ ولا يُعَلَّ كطويل " وكذا قال أبو البقاء . وقيل وزنه : فَعْيِل فقُلِب وأُدْغِم .

واعلم أنه إذا قيل بأن الجملةَ من قوله : { ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ } استئنافيةٌ ومن قوله { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } أنها من وصف المنافقين كانتا/ جملتي اعتراضٍ بين المتعاطفَين ، أعني قوله : كمثل وكصيّب ، وهي مسألةُ خلاف منعها الفارسي وقد رُدَّ عليه بقول الشاعر :

لَعَمْرُكَ والخُطوبُ مُغَيِّراتٌ *** وفي طولِ المُعَاشَرَةِ التَّقالي

لقد بالَيْتُ مَظْعَنَ أمِّ أَوْفَى *** ولكنْ أمُّ أَوفَى لا تُبالي

فَفَصَلَ بين القسمِ وهو قولُهُ : " لَعَمْرُك " وبين جوابِهِ وهو قولُهُ : " لقد بالَيْت " بجملتين ، إحداهما : " والخطوبُ مغيِّرات " والثانيةُ : " وفي طولِ المعاشرةِ التقالي " [ قولُه : ] " مِن السماءِ " يَحْتمل وجهينِ ، أحدُهما أَن يكونَ متعلقاً ب " صَيِّب " لأنه يعملُ عملَ الفعلِ ، التقديرُ : كمطرٍ يصوبُ من السماء ، و " مِنْ " لابتداء الغاية . والثاني : أن يكونَ في محلِّ جر صفةً لصيِّب ، فيتعلَّقَ بمحذوف ، وتكونُ " مِنْ " للتبعيض ، ولا بُدَّ حينئذٍ من حذفِ مضافٍ ، تقديرهُ : كصيِّب كائنٍ من أمطارِ السماءِ .

والسماءُ : كلُّ ما عَلاَك من سقف ونحوه ، مشتقةٌ من السُّمُوِّ ، وهو الارتفاعُ والأصل : سَماوٌ ، وإنما قُلِبَتِ الواوُ هَمْزَةً لوقوعِها طرفاً بعد ألفٍ زائدةٍ ، وهو بدلٌ مطَّرد ، نحو : كِساء ورِدَاء ، بخلافِ نحو : سِقاية وشَقاوة ، لعدم تطرُّفِ حرفِ العلة ، ولذلك لَمَّا دَخلت عليها تاءُ التأنيث صَحَّتْ نحو : سَماوة ، قال الشاعر :

طيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفَا *** سَماوَةَ الهلالِ حتى احْقَوْقَفَا

والسماءُ مؤنث ، وقد تُذَكَّر ، وأنشدوا :

فلو رَفَعَ السماءُ إليه قوماً *** لَحِقْنَا بالسماءِ مَعَ السحابِ

فأعاد الضميرَ مِنْ قوله : " إليه " على السماءِ مذكَّراً ، ويُجْمع على سَماوات وأَسْمِيَة وسُمِيَّ ، والأصل : فُعول ، إلا أنه أُعِلَّ إعلالَ عُصِيّ بقلب الواوين يائين وهو قلبٌ مطَّرد في الجمع ، ويَقِلُّ في المفرد نحو : عتا عُتِيَّا ، كما شَذَّ التصحيحُ في الجمع ، قالوا : " إنكم تنظرون في نُحُوٍّ كثيرةٍ " ، وجُمِعَ أيضاً على سَمَاء ، ولكن مفردَه سَماوة ، فيكونُ من باب تَمْرة وتمر ، ويدلُّ على ذلك قولُه :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فوق سَبْعِ سَمَائِيا

ووجهُ الدلالة أنه مُيِّزَ به " سبع " ، ولا تُمَيَّز هي وأخواتُها إلا بجمعٍ مجرور .

قولهُ تعالَى : " فيه ظلماتٌ وَرَعْدٌ وبَرْقٌ " يَحْتمل أربعةَ أوجه ، أحدها : أَنْ يكونَ صفةً ل " صَيِّب " . الثاني : أن يكونَ حالاً منه ، وإنْ كان نكرةً لتخصُّصِهِ : إِمَّا بالعملِ في الجار بعدَه ، أو بصفةٍ بالجارِ بعده . الثالث : أن يكونَ حالاً من الضميرِ المستكنِّ في " مِن السماء " إذا قيل إنه صفةٌ لصيِّب ، فيتعلَّقُ في التقادير الثلاثة بمحذوفٍ ، إلاَّ أنه على القولِ الأولِ في محلِّ جرٍّ لكونه صفةً لمجرورٍ ، وعلى القولين الأخيرين في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ . و " ظلماتٌ " على جميع هذه الأقوال فاعلٌ به لأنَّ الجارَّ والمجرورَ والظرفَ متى اعتمدا على موصوفٍ أو ذي حال أو ذي خبرٍ أو على نفي أو استفهام عمِلاَ عَمَلَ الفِعْلِ ، والأخفش يُعْمِلهما مطلقاً كالوصف ، وسيأتي تحريرُ ذلك . الرابعُ : أن يكونَ خبراً مقدَّماً و " ظلماتٌ " مبتدأ ، والجملةُ تحتمل وجهين : الجرَّ على أنها صِفَةٌ لصيِّب . والثاني : النصبُ على الحال ، وصاحِبُ الحال يُحْتمل أن يكونَ " كصيِّب " وإن كان نكرةً لتخصيصهِ بما تقدَّمه ، وأن يكونَ الضميرَ المستكنَّ في " مِنْ السماء " إذا جُعِلَ وصفاً لصيِّب ، والضمير في " فيه " ضميرُ الصَيِّب " .

واعلم أنَّ جَعْلَ الجارَّ صفةً أو حالاً ، ورفعَ " ظلماتٌ " على الفاعلية به أَرْجَحُ مِنْ جَعْلِ " فيه ظلماتٌ " جملةً برأسِها في محلِّ صفةٍ أو حالٍ ، لأنَّ الجارَّ أقربُ إلى المفردِ من الجملة ، وأصلُ الصفةِ والحال أن يكونا مفرَدَيْنِ .

" وَرَعْدٌ وبَرْقٌ " معطوفانِ على ظُلُماتٌ " بالاعتبارين المتقدمين ، وهما في الأصل مصدران تقول : رَعَدت السماء تَرْعُدُ رَعْداً وَبَرَقَتْ بَرْقاً ، قال أبو البقاء : " وهما على ذلك [ مُوَحَّدَتان ] هنا " ، يعني على المصدريَّة ، ويجوز أن يكونا بمعنى الراعِد والبارِق نحو : رجل عَدْلٌ ، والظاهرُ أنهما في الآية ليس المرادُ بهما المصدرَ بل جُعِلاَ اسماً للهزِّ واللمعَانِ ، وهو مقصودٌ الآيةِ ، ولا حاجةَ حينئذٍ إلى جَعْلِهِمَا بمعنى اسمِ فاعل .

قولُه تعالى : { يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم } هذه الجملةُ الظاهرُ أنها لا محلَّ لها لاستئنافِها ، كأنه قيل : ما حالُهم ؟ فقيل : يَجْعَلون . وقيل : بل لها محلٌّ ، ثم اختُلِفَ فيه ، فقيل : جَرٌّ لأنها صفةٌ للمجرور ، أي : أصحابُ صيِّب جاعلين ، والضميرُ محذوفٌ ، أو نابَتْ الألفُ واللام منابَه ، تقديرُهُ : يَجْعَلُونَ أصابعهم في آذانهم من الصواعق منه أو من صواعِقِه . وقيل : محلُّها نصبٌ على الحال من الضمير " فيه " . والكلامُ في العائدِ كما تَقَدَّم ، والجَعْلُ هنا بمعنى الإِلقاء ، ويكونُ بمعنى الخَلْق فيتعدَّى لواحِدٍ ، ويكون بمعنى صيَّر أو سَمَّى فيتعدَّى لاثنين ، ويكون للشروع فيعملُ عَمَلَ عسى .

وأصابِعُهم جمعُ إصْبَع ، وفيها عشرُ لغاتٍ ، بتثليث الهمزة مع تثليث الباء ، والعاشرة : أُصْبوع بضمِّ الهمزة . والواوُ في " يَجْعلون " تعود للمضاف المحذوف كما تقدم إيضاحُهُ . واعلمْ أنَّه إذا حُذِفَ المضافُ جاز فيه اعتباران ، أحدهما : أن يُلْتفت إليه ، والثاني ألاَّ يُلْتَفَتَ إليه ، وقد جُمِع الأمران في قوله تعالى : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } [ الأعراف : 4 ] ، التقدير : وكم من أهل قرية فلم يُرَاعِه في قوله : { أَهْلَكْنَاهَا [ فَجَآءَهَا } ] وراعاه في قوله : { أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } / . و { فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ } كلاهما متعلقٌ بالجَعْل ، و " مِنْ " معناها التعليل . والصواعِقُ : جمع صاعقة ، وهي الصيحة الشديدة من صوت الرعد يكون معها القطعة من النار ، ويقال : ساعِقة بالسين ، وصاقِعة بتقديمِ القاف وأنشد :

ألم تَرَ أنَّ المجرمين أصابَهُمْ *** صواقِعُ ، لا بل هُنَّ فوق الصواقِعِ

ومثلُه قول الآخر :

234- يَحْكُمُونَ بالمَصْقُولَةِ القواطِعِ *** تَشَقُّقَ اليدَيْنِ بِالصَّواقِعِ

وهي قراءةُ الحسن ، قالَ النحاسَ : " وهي لغةُ تميم وبعض بني ربيعة " فيُحتمل أن تكونَ صاقِعَة مقلوبةً من صاعِقَة ، ويُحْتَمَل ألاَّ تكونَ ، وهو الأظهرُ لثبوتها لغةً مستقلةً كما تقدَّم ، ويقال : صَعْقَة أيضاً ، وقد قَرَأَ بها الكسائي في الذاريات ، يقال : صُعِقَ زيدٌ وأَصْعَقَهُ غيرُه : قال :

تَرى النُّعَراتِ الزُرْقَ تَحْتَ لَبَانِهِ *** أُحادَ وَمَثْنَى أصْعَقَتْهَا صواهِلُهْ

قولُه تعالى : " حَذَرَ الموت " فيه وجهان ، أظهرهُما : أنه مفعولٌ من أجله ناصبُه " يَجْعلون " ولا يَضُرُّ تعدُّدُ المفعولِ مِنْ أجْله ، لأنَّ الفعلَ يُعَلِّل بعِلَلٍ .

الثاني : أنه منصوبٌ على المصدرِ وعامِلُهُ محذوفٌ تقديرُهُ : يَحْذَرُونَ حَذَراً مثلَ حَذَرِ الموت ، والحَذَرُ والحِذار مصدران لحَذرِ أي : خافَ خوفاً شديداً .

واعلم أنَّ المفعولَ مِنْ أجله بالنسبةِ إلى نَصْبِهِ وجرِّه بالحرف على ثلاثةِ أقسام : قسم يكثُر نصبُه وهو ما كان غَيْرَ مُعَرَّفٍ بأل مضافٍ نحو : جِئْت إكراماً لك ، وقسم عكسُه ، وهو ما كان معرَّفاً بأل . ومِنْ مجيئه منصوباً قولُ الشاعر :

لا أَقْعُدُ الجُبْنَ عن الهَيْجَاءِ *** ولو توالَتْ زُمَرُ الأعداءِ

وقسم يستوي فيه الأمران وهو المضافُ كالآيةِ الكريمة ، ويكونُ معرفةً ونكرةً ، وقد جَمَعَ حاتِم الطائيُّ الأمرينِ في قوله :

وَأَغْفِرُ عوراءَ الكريمِ ادِّخَارَهُ *** وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللئيمِ تَكَرُّمَا

و " حَذَرَ الموت " مصدرٌ مضافٌ إلى المفعول ، وفاعلُه محذوفٌ ، وهو أحدُ المواضِعِ التي يجوزُ فيها حذفُ الفاعلِ وحدَه ، [ والثاني : فِعْلُ ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ ، والثالث : فاعل أَفْعَل في التعجب على الصحيح ، وما عدا هذه لا يجوز فيه حذفُ الفاعلِ وحدَه ] خلافاً للكوفيين . والموتُ ضدُّ الحياة يقال : مات يموت ويَمات ، قال الشاعر :

بُنَيَّتي سَيِّدَةَ البناتِ *** عِيشي ولا يُؤْمَنُ أن تَماتي

وعلى هذه اللغة قُرِئَ : مِتْنَا ومِتُّ بكسر الميم كخِفْنَا وخِفْت ، فوزنُ ماتَ على اللغةِ الأولى : فَعَل بفتح العينِ ، وعلى الثانية : فَعِل بكسرِها ، والمُوات بالضمِّ الموتُ أيضاً ، وبالفتح : ما لا رُوحَ فيهِ ، والمَوَتان بالتحريك ضد الحَيَوان ، ومنه قولُهم " اشْتَرِ المَوَتانِ ولا تَشْتَرِ الحَيَوان " ، أي : اشتر الأَرَضِين ولا تَشْترِ الرقيق فإنه في مَعْرِضِ الهلاك . والمُوتان بضمِّ الميم : وقوعُ الموتِ في الماشية ، ومُوِّت فلانٌ بالتشديد للمبالغة ، قال :

فَعُرْوَةُ مات موتاً مستريحاً *** فها أنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يومِ

والمُسْتميتُ : الأمرُ المُسْتَرْسِلُ ، قال رؤبة :

وزَبَدُ البَحْرِ له كَتِيتُ *** والليلُ فوق الماء مُسْتَمِيتُ

قولُه تعالى : " والله محيطٌ بالكافرين " جملةٌ من مبتدأ وخبرٍ ، وأصلُ مُحِيط : مُحْوِط ، لأنه من حاطَ يَحُوطُ فأُعِلَّ كإعلال نَسْتعين . والإِحاطةُ : حَصْرُ الشيء مِنْ جميعِ جهاتِهِ ، وهو هنا عبارةٌ عن كونِهِم تحت قَهْرِهِ ، ولا يَفُوتونه . وقيل : ثمَّ مضافٌ محذوفٌ ، أي عقابُهُ محيطٌ بهم .

وهذه الجملةُ قال الزمخشري : " هي اعتراضٌ لا محلَّ لها من الإِعراب " . كأنه يَعْني بذلك أنَّ جملَةَ قولِه : يَجْعلون أصابِعَهم ، وجملةَ قوله : " يكاد البرق " شيءٌ واحدٌ ، لأنَّهما من قصةٍ واحدةٍ فوقَعَ ما بينهما اعتراضاً .