{ كصيب } كمطر { السماء } كل ما علاك فأظلك
{ رعد } الصوت الذي يسمع من جهة السحاب { برق } الضوء المنبعث من السماء
{ يجعلون أصابعهم في آذانهم } يضعون أطراف أصابعهم ليسدوا بها آذانهم
{ الصواعق } الواقعات الشديدة من صوت الرعد أومن نار البرق والشهاب
{ أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } تسع آيات سبقت بينت حقيقة المخادعين المنافقين ، وبعدها أربع ضرب الله في كل اثنين منها مثلا لحالتهم وصفتهم وقصتهم ، مضى المثل في الأول في الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة ، ثم عطف عليه المثل الثاني ، { أو كصيب من السماء } أوحالهم كحال من سقط عليه المطر النازل من العلو ومن جهة السماء { فيه ظلمات ورعد وبرق } حين ينهمر الماء من السحاب يظلم الأفق ، ويحتجب الضوء ، ويحدث الرعد والبرق ، فنسمع الصوت القاصف ، ونشهد الضوء المتوهج اللامع الخاطف ؛ { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } يجعل المخادعون أناملهم وأطراف الأصابع السبابة منهم ، ويضعونها في آذانهم ليسدوها لكيلا يسمعوا صوت الصاعقة خشية أن يميتهم سماعه { والله محيط بالكافرين } فلن ينفعهم حذرهم ، لأن الكون كله في قبضته سبحانه ، فقدرته محيطة بكل مخلوق وبكل مقدور ، ولن يفلت منه أو يفوته أو يعجزه أحد ؛ ويكن اعتبار المثل مركبا وتشبيها لهيئة بهيئة فلا يلزم أن نقابل بين كل ما ذكر في المشبه به وبين كل ما ذكر في المشبه به وكأن المعنى : مثل المختالين في ممالأتهم لأهل الكفر وضيقهم بأهل الإسلام وحذرهم من علو كلمة الله مثلهم كصفة الذي يشهد المطر الخير النافع الذي يحيي الله به الأرض ويسقي به الخلق فلا يفرحون بنزوله ، ولا يتعرضون لبركته وإنما يخافون ما اقترن به ويحسبون كل صيحة عليهم كما وصفهم الله بقوله تعالى : { . . ولكنهم قوم يفرقون }{[158]} ، جبناء فزعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.