تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ} (32)

ثم قال عز وجل : { وإذا غشيهم } في البحر { موج كالظلل } يعني كالجبال { دعوا الله مخلصين له } يعني موحدين له { الدين } يقول : التوحيد { فلما نجاهم } من البحر { إلى البر فمنهم مقتصد } يعني عدل في وفاء العهد في البر ، فيما عاهد الله عز وجل عليه في البحر من التوحيد ، يعني المؤمن ، ثم ذكر المشرك الذي وحد الله في البحر حين دعاه مخلصا ، ثم ترك التوحيد في البر ونقض العهد ، فذلك قوله عز وجل :{ وما يجحد بآياتنا } يعني ترك العهد { إلا كل ختار } يعني غدار بالعهد { كفور } آية لله عز وجل في نعمه في تركه التوحيد في البر .