الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ} (32)

يرتفع الموج ويتراكب ، فيعود مثل الظلل ، والظلة : كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما وقريء : كالظلال ، جمع ظلة . كقلة وقلال { فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } متوسط في الكفر والظلم ، خفض من غلوائه ، وانزجر بعض الانزجار . أو مقتصد في الإخلاص الذي كان عليه في البحر ، يعني أنّ ذلك الإخلاص الحادث عن الخوف ، لا يبقى لأحد قط ، والمقتصد قليل نادر . وقيل : مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر . والخثر : أشد الغدر . ومنه قولهم : إنك لا تمدّ لنا شبراً من غدر إلا مددنا لك باعاً من ختر ، قال :

وَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْر *** مَلأْتَ يَدَيْكَ مِنْ غَدْرٍ وَخَتْرِ