محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (115)

{ ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم 115 } .

{ ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم } بيان لشمول ملكوته لجميع الآفاق ، المتسبب عنه سعة علمه . وفي ذلك تحذير من المعاصي وزجر عن ارتكابها . وقوله تعالى : { إن الله واسع عليم } نظير قوله : { إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } {[703]} وكقوله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم } {[704]} وقوله : { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } {[705]} وقوله : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } {[706]} أي عمّ كل شيء بعلمه وتدبيره وإحاطته به وعلوّه عليه .


[703]:[55/ الرحمن/ 33] ونصها: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33}.
[704]:[ 57/ الحديد/ 4] ونصها: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير 4}.
[705]:[58/ المجادلة/ 7] ونصها: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم 7}.
[706]:[40/ غافر/ 7] ونصها: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم 7}.