جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (115)

{ وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ } : له الأرض كلها إن منعتم الصلاة في أحد المساجد ، { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ } ، أيَّ : في أي مكان توليتم القبلة ، { فَثَمَّ وَجْهُ {[191]} اللّهِ } ، أي : جهته التي أمر بها لا يختص بمسجد ومكان ، أو معناه بأي جهة وجهتم إليها وجهكم فثم قبلة الله المشرق والمغرب ، أو ذاته مطلع بكم ، { إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ } : محيط بالأشياء رحمة لا يضيق على عباده ، { عَلِيمٌ } : بالأعمال في الأماكن أو نزلت {[192]} في صحابة عميت عليهم القبلة فتحروا القبلة فصلوا إلى أنحاء مختلفة ثم تبيّن خطأهم {[193]} ، أو نزلت {[194]} في صلاة التطوع حين السير أو في تحويل القبلة لما عبرت اليهود بأن ليس لهم قبلة معلومة ، أو لما نزلت " ادعوني أستجب لكم " ( غافر : 30 ) ، قالوا أين ندعوه فنزلت ، أو لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم : صلوا عليه ، قالوا إنه كان لا يصلي إلى القبلة كيف نصلي عليه ؟ فنزلت ، نقله ابن جرير رضي الله عنه {[195]} .


[191]:قيل الوجه الجاه كما يقال فلان وجه القوم، أي موضع شرفهم، معناه فثم جلال الله وشرفه وعظمته/12 منه
[192]:روى الترمذي وابن ماجة وابن حاتم أنها في شأن من عميت عليه القبلة قال الترمذي: حديث حسن ليس إسناده بذلك وروى الدار قطني أيضا برواية أخرى وضعفها، والثاني وهو الذي أنها في التطوع في حديث رواه الترمذي والنسائي وابن أبي حاتم، والثالث قول ابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة وقتادة وغيرهم، والرابع قول ابن جرير، والخامس نقله ابن جرير وقال: قال آخرون كذا هذا الوجه لا يخلو عن إشكال فتأمل، والأولى أن يحكم بعدم صحة الرواية والله أعلم/12 منه
[193]:(*) أخرجه الترمذي (3133 - أحوذي) وضعفه وأبو داود الطيالسي عبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير والدارقطني وغيرهم عن عامر بن ربيعة. وضعفه أيضا العقيلي كما في الدر المنثور للسيوطي (1/205)
[194]:قوله أو نزلت إشارة إلى أنه قد علم من التفسير الذي ذكرنا وجه آخر بسبب النزول، فإنه إذا كان سبب النزول الوجوه الخمسة التي سنذكرها فيكون معنى "فأينما تولوا فثم وجه الله" لا يصدق إلا على المعنى الثاني في بعض، والثالث في بعض فتأمل/12 منه
[195]:أخرجه ابن جرير وابن المنذر عن قتادة مرسلا كما في الدر المنثور (1/206)