فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِٱلۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (21)

{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مّن سلطان } أي ما كان له تسلط عليهم ، أي لم يقهرهم على الكفر ، وإنما كان منه الدعاء والوسوسة والتزيين . وقيل : السلطان القوّة . وقيل : الحجة ، والاستثناء في قوله : { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بالأخرة مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا في شَكّ } منقطع ، والمعنى : لا سلطان له عليهم ، ولكن ابتليناهم بوسوسته لنعلم . وقيل : هو متصل مفرّغ من أعم العام : أي ما كان له عليهم تسلط بحال من الأحوال ، ولا لعلة من العلل إلاّ ليتميز من يؤمن ، ومن لا يؤمن ، لأنه سبحانه قد علم ذلك علماً أزلياً . وقال الفرّاء : المعنى إلاّ لنعلم ذلك عندكم . وقيل : إلاّ لتعلموا أنتم ، وقيل : ليعلم أولياؤنا والملائكة . وقرأ الزهري . " إلاّ ليعلم " على البناء للمفعول ، والأولى حمل العلم هنا على التمييز والإظهار كما ذكرنا { وَرَبُّكَ عَلَى كُلّ شَىْء حَفُيظٌ } أي محافظ عليه . قال مقاتل : علم كل شيء من الإيمان و الشك .

/خ21