بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (1)

قوله تعالى : { المر } قال ابن عباس : أنا الله أعلم وأرى ، ويقال : معناه أنا الله أرى ما تحت العرش إلى الثرى ، وما بينهما . ويقال : أنا الله أعلم ، وأرى ما لا يعلم الخلق ، وما لا يرى . ويقال : أنا الله أعلم ، وأرى ما يعملون ، ويقولون . ويقال : هذا قسم أقسم الله به { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } قال قتادة : يعني : التي قبل القرآن . يعني : التوراة والإنجيل { وَالَّذِي } يعني : القرآن { أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ الْحَقُّ } يعني : الكتب التي قبل القرآن ، والقرآن الذي أُنزل إليك ، كله من الله تعالى ، وهو الحق ، والإيمان به واجب . وقال ابن عباس : { تلك آيات الكتاب } ، يعني : تلك آيات القرآن . ومعناه : هذه آيات الكتاب . { والذي أُنزل من ربك هو الحق } يعني : القرآن . ويقال : { تلك آيات الكتاب } يعني : الأحكام ، والحجج ، والدلائل { والذي أنزل إليك } يعني : جبريل ، ليقرأ عليك من ربك الحق . يعني : اتبعوه ، واعملوا به . { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ } يعني : أهل مكة { لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني : لا يصدقون أنه من الله تعالى فلما ذكر أنهم لا يؤمنون بيّن في الدلائل التي توجب التصديق بالخالق .