بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (111)

قوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ } يعني : في قصة يوسف وإخوته { عِبْرَةٌ لأولِى الأَلْبَابِ } يعني : لذوي العقول . يعني : عجيبة لمن له عقل ، لكيلا يحسد أحد أحداً . ويقال : لمن أراد أن يعتبر بيوسف ، ويقتدي به ، ولا يكافىء أحداً بسيئة . ويقال : { عبرة } يعني : دلالة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يؤمن به { مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى } يعني : مثل هذا الكلام لا يكون اختلاقاً وكذباً { وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتب التوراة والإنجيل { وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ } يعني : بيان الحلال والحرام { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } يعني : رحمة من العذاب { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يعني : يصدقون بتوحيد الله تعالى ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن .