{ ثُمَّ كُلِي مِن كُلّ الثمرات } ، أي : من ألوان الثمرات . أي : ألهمها بأكل الثمرات ، { فاسلكي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً } ، أي : ادخلي الطريق الذي يسهل عليك . ويقال : خذي طرق ربك مذللاً ، أي : مسخراً لك . وقال مقاتل : { فاسلكي سُبُلَ رَبّكِ } ، يعني : ادخلي طرق ربك في الجبال ، وفي خلال الشجر { ذُلُلاً } ؛ لأنَّ الله تعالى ذلل لها طرقها حيثما توجهت . { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا } ، أي : من بطون النحل ، من قبل أفواهها مثل اللعاب . { شَرَابٌ } ، يعني : العسل . { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } ، أي : العسل أبيض ، وأصفر ، وأحمر . ويقال : يخرج من أفواه الشباب من النحل الأبيض ، ومن الكهول الأصفر ، ومن الشيوخ الأحمر . { فِيهِ } ، أي : في العسل { شِفَآء لِلنَّاسِ } . روى أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري . قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه . فقال له : « اسْقِهِ عَسَلاً » . فسقاه . ثم جاء فقال : سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً . فقال له : « اسْقِهِ عَسَلاً » . فسقاه . ثم جاءه فقال : سقيته فلم يزده إلاَّ استطلاقاً . فقال له : « اسْقِهِ عَسَلاً . صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ » . فسقاه فبرئ . قال الفقيه أبو الليث : إنما يكون العسل شفاء إذا عرف الإنسان مقداره ، ويعرف لأي داء هو . فإذا لم يعرف مقداره ، ولم يعرف موضعه ، فربما يكون فيه ضرر . كما أن الله تعالى جعل الماء حياة كل شيء ، وربما يكون الماء سبباً للهلاك . وقال السدي : العسل شفاء الأوجاع التي يكون شفاؤها فيه . وقال مجاهد : { فِيهِ شِفَآء لِلنَّاسِ } ، أي : في القرآن بيان للناس من الضلالة . وروى أبو الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود أنه قال : العسل شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور . وروى الأسود عن ابن مسعود أنه قال : عليكم بالشفاء من القرآن ، والعسل .
ثم قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } ، أي : فيما ذكر من أمر النحل ، لعلامة لوحدانيتي . { لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يعني : علموا أن معبودهم لم يغنهم من شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.