بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا} (103)

ثم قال عز وجل :

{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة } قال بعضهم : فإذا فرغتم من الصلاة { فاذكروا الله } بالقلب واللسان على أي حال كنتم { قياما وَقُعُوداً وعلى جُنُوبِكُمْ } إن لم تستطيعوا القيام ، ويقال : فإذا قضيتم الصلاة ، أي إذا صليتم في دار الحرب فصلوا على الدوابّ ، أو قياماً أو قعوداً أو على جنوبكم إن لم تستطيعوا القيام ، إذا كان خوفاً أو مرضاً . وهذا كما قال في آية أخرى { فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فإذا أَمِنتُمْ فاذكروا الله كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 239 ] يقال : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة فاذكروا الله قياما وَقُعُوداً وعلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطمأننتم فَأَقِيمُواْ الصلاة إِنَّ الصلاة كَانَتْ عَلَى المؤمنين كتابا مَّوْقُوتاً } [ النساء : 103 ] أي فرغتم من صلاة الخوف { فاذكروا الله } أي فصلوا لله ، وصلاة الصحيح قياماً والمريض قاعداً ، أو على جنوبكم إن كان المرض أشد من ذلك . ثم قال تعالى : { فَإِذَا اطمأننتم } يقول : أمنتم ورجعتم إلى منازلكم { فأقيموا الصلاة } يعني : فأتموا الصلاة أربعاً . وهذا كقوله { يَمْشُونَ مُطْمَئِنّينَ } أي مطمئنين .

ثم قال : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } يعني فرضاً مفروضاً معلوماً ، للمسافر ركعتان ، وللمقيم أربع . وقال مقاتل : { كتابا مَّوْقُوتاً } يعني فريضة معلومة كقوله { يا أيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص فِي القتلى الحر بِالْحُرِّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فَمَنْ عفي لَهُ مِنْ أَخِيهِ شيء فإتباع بالمعروف وأداء إِلَيْهِ بإحسان ذلك تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ البقرة : 178 وغيرها ] أي فرض عليكم . وقال الزجاج : { كتابا مَّوْقُوتاً } أي مفروضاً موقتاً فرضه .