الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا} (103)

قوله تعالى : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة فاذكروا الله قياما وَقُعُوداً . . . } [ النساء :103 ] . ذهب جمهورُ العلماءِ إلى أنَّ هذا الذِّكْر المأمورَ بِهِ ، إنما هو إثْرَ صلاةِ الخَوْفِ على حَدِّ ما أُمِرُوا عند قضاءِ المَنَاسِكِ بذكْرِ اللَّه ، فهو ذِكْرٌ باللسانِ ، والطُّمَأْنينةُ في الآية : سكونُ النُّفُوسِ من الخَوْف ، وقال بعضُ المتأوِّلين : المعنى فإذا رجعتُمْ مِنْ سفركم إلى الحَضَرِ ، فأقيموها تامَّةً أربعاً .

وقوله تعالى : { كتابا مَّوْقُوتاً } معناه : منجَّماً في أوقاتٍ ، هذا ظاهرُ اللفظ ، ورُوِيَ عن ابْنِ عباس ، أنَّ المعنى : فَرْضاً مفْروضاً ، فهما لفظانِ بمعنًى واحدٍ كُرِّرَ مبالغةً .