قوله : ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ . . . ) الآية [ 103 ] .
المعنى : إن الله تعالى أمرهم بذكره بعد الفرائض من الصلاة التي قد بينها لهم إرادة البركة بالذكر ليكون سبب( {[13459]} ) النصر على الأعداء والفتح ، ونظيره قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )( {[13460]} ) .
قوله : ( فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ) [ أي : فإذا سكن خوفكم ، فأقيموا الصلاة ]( {[13461]} ) بتمامها في أوقاتها كما فرضت عليكم .
فالمعنى : عند من جعل القصر في صلاة الخوف هو النقص من تمام السجود والركوع لا من العدد : فإذا أمنتم في سفركم ، فأتموا الركوع والسجود ، قاله السدي وهو اختيار الطبري( {[13462]} ) .
والمعنى عند من لم ير ذلك : فإذا اطمأننتم في أمصاركم ودوركم ، فأقيموا الصلاة التي أمرتم أن تقصروها في حال خوفكم وسفركم ، قال ذلك مجاهد وقتادة( {[13463]} ) .
وقال ابن يزيد : المعنى : فإذا اطمأننتم من عدوكم فصلوا الصلاة ، ولا تصلوها ركباناً ، ولا مشاة ولا جلوساً فهو إقامتها( {[13464]} ) .
قوله : ( كِتَاباً مَّوْقُوتاً ) أي : فريضة مفروضة قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهما .
وقال قتادة : ( كِتَاباً مَّوْقُوتاً ) منجماً يؤديها في أنجمها أي : في أوقاتها( {[13465]} ) .
وقيل : ( {[13466]} ) معنى ( مَّوْقُوتاً ) محتوماً لابد من أدائها بتمامها في أوقاتها .
وقال ابن مسعود : إن للصلاة وقتاً كوقت الحج( {[13467]} ) .
وقال زيد بن أسلم : " كتاباً موقتاً " أي منجماً . كلما [ مضى ] نجم أي : كلما [ مضى( {[13468]} ) ] وقت جاء وقت( {[13469]} ) .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس بين العبد والكافر إلا ترك الصلاة " ( {[13470]} ) .
وقال : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، من تركها فقد كفر " ( {[13471]} ) .
وقال النخعي وابن المبارك وأحمد وإسحاق : من ترك الصلاة عامداً حتى خرج وقتها بغير [ عذر ]( {[13472]} ) فهو كافر ، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل ، وكذلك قال الشافعي .
وروي أنه يستتاب ثلاثاً فإن صلى وإلا قتل .
وقال الزهري : يضرب ويسجن إلا أن يكون ابتدع ديناً غير دين الإسلام ، فإنه يقتل إن لم يتب( {[13473]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.