بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ} (3)

ثم قال : { الذي خَلَقَ } يعني : تبارك الذي خلق { سَبْعَ سماوات طِبَاقاً } يعني : مطبقاً بعضها فوق بعض مثل القبة . { مَّا ترى في خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت } . قرأ حمزة ، والكسائي : { مِن تفاوت } بغير ألف ، والباقون بالألف ، وهما لغتان . تفاوت الشيء وتفوت ، إذا اختلف ، يعني : ما ترى في خلق الرحمن اختلافاً واضطراباً ، ويقال : ما ترى فيها من اعوجاج ، ولكنه مستوي . ويقال : معناه ما ترى في خلق السماوات من عيب . وأصله من الفوت ، أي يفوت الشيء ، فيقع فيه الخلل ، ولكنه متصل بعضها ببعض .

ثم أمر بأن ينظروا في خلقه ، ليعتبروا به ويتفكروا في قدرته ، فقال عز وجل : { فارجع البصر } يعني : رد البصر إلى السماء . ويقال : قلب البصر في السماء ، ويقال : اجتهد بالنظر إلى السماء . { هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } ؟ يعني : هل ترى فيها من شقوق ؟ ويقال : هل ترى فروجاً أو صدوعاً أو خللاً ؟