{ من يشفع شفاعة حسنة } أصل الشفاعة والشفعة ونحوهما من الشفع وهو الزوج ومنه الشفيع لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا ، ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة ، وناقة شفيع إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها ، والشفع ضم واحد إلى واحد ، والشفعة ضم ملك الشريك إلى ملكك فالشفاعة ضم غيرك إلى جاهلك ووسيلتك فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع وإيصال منفعة إلى المشفوع له ، والشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة فمن شفع في الخير لينفع{[509]} .
{ يكن له نصيب } حظ { منها } أي من أجرها ، وقد بين النصيب في حديث من دعا لأخيه بظهر الغيب استجيب له ، وقال له الملك آمين ولك مثل " هذا{[510]} " فهذا بيان لمقدار النصيبب الموعود به قاله أبو السعود ، وعن أبي موسى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء رجل يسأل فأقبل علينا بوجهه وقال : اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسول ما شاء أخرجه الشيخان .
{ ومن يشفع شفاعة سيئة } الظاهر أن إطلاق الشفاعة هنا من قبيل المشاكلة لأن حقيقتها اللغوية تقتضي أنها لا تكون إلا في الخير ، قال الخازن : هي النميمة والغيبة ونقل الحديث لإيقاع العداوة بين الناس ، وقيل المراد دعاء اليهود على المسلمين وقيل معناه من يشفع كفره بقتال المؤمنين .
{ يكن له كفل منها } أي من وزرها والكفل الوزر ، واشتقاقه من الكساء الذي يجعله الراكب على سنام البعير لئلا يسقط ، يقال اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا منه ، ويستعمل في النصيب من الخير والشر ، ومن استعماله في الخير قوله تعالى { يؤتكم كفلين من رحمته } .
{ وكان الله على كل شيء مقيتا } أي مقتدرا قاله الكسائي ، وقال الفراء : المقيت الذي يعطي كل إنسان قوته ، يقال قته أقوته قوتا وأقته قوتا إقاتة فأنا قائت ومقيت ، وحكى الكسائي : أقات يقيت وقال أبو عبيدة : المقيت الحافظ ، قال النحاس : وقول أبي عبيدة أولى لأنه مشتق من القوت والقوت معناه مقدار ما يحفظ الإنسان ، وقال ابن فارس في المجمل : المقيت المقتدر والحفظ والشاهد ، قوال مجاهد : مقيتا أي شهيدا حسيبا حفيظا ، وقال سعيد ابن جرير وابن زيد قادرا قديرا وعن الضحاك المقيت الرزاق{[511]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.