الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ} (131)

وأخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق ، وأبو نعيم في المعرفة عن أبي رافع قال : «أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يصلحه ، فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو أسلِفْنا دقيقاً إلى هلال رجب . فقال : لا ، إلا برهن . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه ، اذهب بدرعي الحديد ، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } كأنه يعزيه عن الدنيا » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله : { ولا تمدن عينيك } الآية . قال : تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن أخوف ما أخاف عليكم ، ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا . قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بركات الأرض » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { زهرة الحياة الدنيا } قال : زينة الحياة الدنيا { لنفتنهم فيه } قال : لنبتليهم فيه { ورزق ربك خير وأبقى } قال : مما متع به هؤلاء من زهرة الدنيا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { ورزق ربك خير وأبقى } يقول : رزق الجنة .

وأخرج المرهبي في فضل العلم عن زياد الصدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من طلب العلم تكفل الله برزقه » .

وأخرج المرهبي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من غدا في طلب العلم ، أظلت عليه الملائكة ، وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه وكان عليه مباركاً » .