الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورٗا} (18)

وأخرج الحاكم وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن غنم قال : سألت معاذ بن جبل عن قول الله { وما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } أو نتخذ فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { إن نتخذ } بنصب النون فسألته عن { الم غلبت الروم } [ الروم : 1-2 ] أو غلبت قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غلبت الروم ) .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الضحاك قال : قرأ رجل عند علقمة { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك } برفع النون ونصب الخاء فقال علقمة { أن نتخذ } بنصب النون وخفض الخاء .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه كان يقرؤها { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك } برفع النون ونصب الخاء .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } قال : هذا قول الآلهة { ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً } قال : البور : الفاسد . وأنه ما نسي الذكر قوم قط إلاَّ باروا ، وفسدوا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { قوماً بوراً } هَلْكَى .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل { قوماً بوراً } قال هلكى بلغة عمان وهم من اليمن قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :

فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم *** وكافراً به فالكفر بور لصانعه

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : البور : بكلام عمان .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { بوراً } قال قاسين لا خير فيهم .

18