تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورٗا} (18)

[ الآية 18 ] فقالوا : { سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } قال أهل التأويل : { أولياء } أي أربابا ، وهم لم يتخذوا أربابا من دونه .

لكنه عندنا يخرج على وجهين :

أحدهما : { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء } هم المؤمنون .

[ والثاني ]{[14353]} : أين يكون { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من } دون ولايتك ولاية سواك .

وفي بعض القراءات أن نُتخذ من دونك من أولياء برفع النون{[14354]} . لكن أهل الأدب يقولون : هو خطأ .

وقوله تعالى : { ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : أن آباءهم قد أمهلوا ، ومتعوا في هذه الدنيا حتى ماتوا على ذلك من غير [ أن ]{[14355]} أصابهم شيء مما أوعدوا في كتابهم وما أوعدهم الرسل من العذاب والهلاك على ما اختاروا من الدين وصنيعهم ، فظنوا أنهم على حق من ذلك حين{[14356]} لم يصبهم من المواعيد المذكورة في كتابهم . أو ما أوعدهم رسلهم بشيء . فعلى هذا التأويل الذكر الذي إنهم نسوه ، هو كتابهم ، أو ما أوعدهم رسلهم ، والله أعلم ، فإن كان على هذا فالآية في أهل الكتاب منهم .

والثاني{[14357]} : يحتمل أن تكون الآية في الفراعنة والقادة من هؤلاء الكفرة ، متعوا بأحوال ورئاسة ، ووسع عليهم المعيشة حتى دعوا الناس وأتباعهم إلى ما هم عليه من التكذيب برسوله وما أنزل عليه ، فأجيبوا بالأموال عندهم ، فنسوا ما في القرآن من الوعيد { وكانوا قوما بورا } .

والبور : قال بعضهم : الهلاك ، وقال بعضهم : البور الفساد .


[14353]:- في الأصل وم: أو.
[14354]:- انظر معجم القراءات القرآنية ج 4/279.
[14355]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14356]:- في الأصل وم: حيث.
[14357]:- في الأصل وم: و.