الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ} (180)

وقوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الموت . . . } [ البقرة :180 ] . { كُتِبَ } معناه : فُرِضَ وأُثْبِتَ ، وفي قوله تعالى : { إِذَا حَضَرَ } مجازٌ ، لأن المعنى : إِذا تخوَّف ، وحضرتْ علاماتُهُ .

و( الخير ) في هذه الآية المالُ ، واختُلِفَ في هذه الآية ، هل هي مُحْكَمَةٌ ، أو منسوخةٌ ، فقال ابنُ عبَّاس ، وقتادةُ ، والحَسَن : الآيةُ عامَّة ، وتقرَّر الحكم بها برهةً ، ونسخ منها كلّ من يرث بآية الفرائض ، وقال بعضُ العلماء : إِن الناسخ لهذه الآية هي السُّنَّة المتواترةُ ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ أعطى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ ) . و { بالمعروف } معناه بالقصد الَّذي تعرفه النفوسُ دون إِضرار بالورثة ، ولا تَنْزِير للوصية ، و{ حَقّاً } مصدر مؤكِّد ، وخُصَّ المتقون بالذكر ، تشريفاً للرتبة ، ليتبادر النَّاس إِليها .