{ الوصية } العهد وفي أصل معناها الصلة .
عهد الله تعالى إلى المؤمنين الذين تظهر فيهم علامات الموت ولهم مال يبلغ حدا فوق القلة والكفاف أن يوصوا{[583]} بشيء من هذا الذي سيتركونه ويرتحلون عنه إلى أبويهم وقرابتهم دون تضييق على بعض مقابل الإغداق على الآخرين ، فذلك الإيصاء على هذا النحو من الحقوق التي يرعاها أهل الخشية من الله العظيم وتقواه ؛ روى البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) وجواب { إن ترك } { الوصية } بتقدير فاء محذوفة أي إن ترك خيرا فالوصية ، والعامل في { إذا } { كتب } والمعنى توجب إيجاب الله إليكم ومقتضى كتابه إذا حضر . . ويمكن أن يقدر المعنى ههنا كما قدر في آية { كتب عليكم القصاص في القتلى } فكما أن التقدير هناك كتب عليكم استيفاء القصاص إن أراد ولي الدم استيفاءه يقال هنا كتب عليكم إذا أردتم الوصية وعندكم مال كثير أن توصوا قبل حلول الموت واحتج من لم يوجب الوصية بأن قال : لو كانت واجبة لما جعلها النبي صلى الله عليه وسلم إلى إرادة الموصي حيث قال في الحديث الذي أورده آنفا ( يريد أن يوصي ) ولكان ذلك لازما على كل حال وعن قتادة وغيره الآية عامة تقرر الحكم بها برهة من الدهر ونسخ منها كل من كان يرث بآية الفرائض{[584]} ؛ وكذا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بعد نزول آيات المواريث : { ليس لوارث وصية }{[585]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.