فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ} (40)

{ يا بني إسرائيل } نداء لأبناء إسرائيل عليه السلام وذريته وهم يعقوب ابن إسحق بن إبراهيم عليهم صلوات الله- ( وتقديره : يا بني العبد الصالح المطيع لله ، كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق . . ){[239]} . { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } تذكروا ما أنعمت به عليكم فلا تنسوا هذا العطاء والفضل ولا تغفلوا عنه ، واشكروا من منحكم إياه . قال ابن الأنباري : والمعنى في الآية اذكروا واشكروا نعمتي فحذف الشكر اكتفاء بذكر النعمة عليهم أن أنجاهم من آل فرعون وجعل فيهم أنبياء وجعل منهم ملوكا وأنزل عليهم كتبا إلى ما استودعهم من التوراة التي فيها صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ورسالته والنعم على الآباء نعم على الأبناء لأنهم يشرفون بشرف أبائهم-{[240]} { وأوفوا بِعهدي أُوف بعهدكم } وعهد المولى تقدست أسماؤه : جميع{[241]} أوامره ونواهيه ووصاياه وعهد جل وعز هو أن يدخلهم الجنة { وإياي فارهبون } وكأن المعنى وأنا ربكم فإياه فارهبوني أي فخافوني إذ الخوف من غضبه وسخطه وعذابه يحمل على المسارعة إلى طاعة الله وتوقي معصيته ، عن بن عباس أي أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره وهذا انتقال من الترغيب إلى الترهيب .


[239]:ما بين العلامتين ( ) من تفسير القرآن العظيم..
[240]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن
[241]:مما نقل عن الحسن العهد هو ما جاء في الآية الكريمة {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقا ل الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزمتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل}.