فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (88)

*فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا( 88 )

{ فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } في صحيح مسلم عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد ، فرجع ناس ممن كان معه ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين ، فقال بعضهم : نقتلهم ، وقال بعضهم : لا ؛ فنزلت :

{ فما لكم في المنافقين فئتين } وروى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة " وفيه عن أبي هريرة : " . . المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد " ( {[1487]} ) ؛

{ والله أركسهم بما كسبوا } قلب حالهم ، وسيرمون في النار منكسين ، بسبب كسبهم الكفر ؛ { أتريدون أن تهدوا من أضل الله } الاستفهام يتضمن معنى الإنكار ، فإنه ما ينبغي لمؤمن ولا لمؤمنة أن يظن بمن خذله الله خيرا ، أو يرجو له صلاحا ورشدا ؛

{ ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } والذي يضلله الله مهما دعوته إلى الهدى فلن يهتدي ، ( . . وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا . . ) ( {[1488]} ) ، ( . . فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم . . ) ( {[1489]} ) .


[1487]:وصاحب تفسير القرآن العظيم أورده عن زيد هكذا: أنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد. ينقله عن الإمام أحمد، بينما قال مختصر التفسير: رواه الشيخان؛ ورواية الشيخين هي ما دونته في صلب الكتاب..
[1488]:من سورة الأعراف. من الآية 146.
[1489]:سورة الصف. من الآية 5.