التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (88)

قوله تعالى : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا )

قال البخاري : حدثني محمد بن بشار ، حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا : حدثنا شعبة ، عن عدي عن عبد الله بن يزيد ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ( فما لكم في المنافقين فئتين ) رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وكان الناس فيهم فرقتين : فريق يقول : اقتلهم ، وفريق يقول : لا ، فنزلت ( فما لكم في المنافقين فئتين ) .

( الصحيح 8/104-105ح4589 - ك التفسير - سورة النساء ) ، ( صحيح مسلم 4/2142ح2776- ك صفات المنافقين ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس

( والله أركسهم بما كسبوا ) يقول : أوقعهم .

قوله تعالى ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) قال الشيخ الشنقيطي : أنكر تعالى في هذه الآية الكريمة على من أراد أن يهدي من أضل الله ، وصرح فيها بأن من أضله الله لا يوجد سبيل إلى هداه وأوضح هذا في آيات كثيرة كقوله ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )