اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۭ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (13)

قوله : { يُنَبَّأُ الإنسان } . أي : يُخبَّر ابن آدم برّاً كان أو فاجراً يوم القيامة { بِمَا قَدَّمَ وَأخَّرَ } أي : بما أسلف من عمل خيراً أو شرّاً ، أو أخَّر من سيِّئة أو صالحة يعمل بها بعده قاله ابن عباس وابن مسعود{[58672]} .

وقال ابن عباس أيضاً : بما قدَّم من المعصية ، وأخَّر من الطاعة ، وهو قول قتادة{[58673]} .

وقال ابن زيد : «بِما قدَّمَ » مرة من أمواله لنفسه «وأخَّرَ » خلَّف للورثة{[58674]} .

وقال الضحاك : «بِما قدَّم » من فرض «وأخَّرَ » من فرض{[58675]} .

وقال مجاهد والنخعيُّ : يُنَبَّأ بأوَّلِ عملٍ وآخره{[58676]} .

قال القشيري : وهذا الإيتاء يكون في القيامة عند وزن الأعمال ، ويجوز أن يكون عند الموت .


[58672]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/330) عن ابن عباس وابن مسعود وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/466) عن ابن مسعود وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. وذكره أيضا عن ابن عباس وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
[58673]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/335) عن ابن عباس.
[58674]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/336).
[58675]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/65) عن الضحاك.
[58676]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/335) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/466)، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد.