تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا} (33)

{ وَقَرْنَ } من القرار في المكان وبالكسر من السكينة والوقار { تَبَرَّجن تبرّج } التبخير ، أو كانت لهن مشية وتكسر وتغنج . قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' المائلات المميلات لا يدخلن الجنة ' المائلات في مشيهن والمميلات قلوب الرجال إليهن ، أو كانت المرأة تمشي بين يدي الرجال ، أو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وعنقها وقرطها فيبدوا ذلك كله منها ، أو تُبدي من محاسنها ما يلزمها ستره ، أصله من تبرج العين وهو سعتها . { الجاهلية الأولى } بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، أو زمن إبراهيم عليه الصلاة السلام كانت إحداهن تمشي في الطريق لابسة درعاً مفرجاً ليس عليها غيره ، أو ما بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام ، ثمانمائة سنة فكن النساء يردن الرجال على أنفسهن لحسن رجالهن وقبح نسائهن ، أو بين نوح وإدريس عليهما الصلاة والسلام ألف سنة كانت إحداهن تجمع زوجاً وخِلماً أي صاحباً فتجعل لزوجها النصف الأسفل ولخِلمها النصف الأعلى ، أو كان بطنان من بني آدم يسكن أحدهما الجبل رجالهم صِباح وفي نسائهم دمامة ' وأهل السهل عكس ذلك ' فاتخذ لهم إبليس عيداً اختلط فيه أهل السهل بأهل الجبل فظهرت فيهم الفاحشة فذلك تبرج الجاهلية الأولى . { الرّجس } الإثم ، أو الشرك " ح " ، أو الشيطان ، أو المعاصي ، أو الشك ، أو الأقذر { أهل البيت } علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين قاله أربعة من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أو الأزواج خاصة ، أو الأهل والأزواج . { ويُطهّرَكم } من الإثم ، أو السوء ، أو الذنوب .