التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا} (33)

قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } .

قال الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا همام عن قتادة ، عن مورق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) .

( السنن 3/467 ك الرضاع ) وقال : هذا حديث حسن غريب . وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه ( 3/93 ك الصلاة ، ب اختيار صلاة المرأة في بيتها ح 1686 ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 12/412 ح5598 ) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة به ، وعزاه الهيثمي إلى الطبراني وقال : رجاله موثقون ( مجمع الزوائد 2/35 ) . وأخرجه ابن خزيمة في الباب السابق برقم ( 1685 ) عن : همام ، عن قتادة ، عن مورق ، عن أبي الأحوص به . قال الألبابي معلقا : إسناده صحيح . وصححه السيوطي ( الجامع الصغير مع فيض القدير 6/266ح 9193ح ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } أي : إذا خرجتن من بيوتكن ، قال : كانت لهن مشية وتكسر وتغنج يعني بذلك الجاهلية الأولى فنهاهن الله عن ذلك .

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ( واللفظ لأبي بكر ) قال : حدثنا محمد بن بشر عن زكريا ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة . قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مِرْط مرحل ، من شعر أسود . فجاء الحسن بن علي فأدخله . ثم جاء الحسين فدخل معه . ثم جاءت فاطمة فأدخلها . ثم جاء علي فأدخله . ثم قال { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } .

( صحيح مسلم 4/1883 ك فضائل الصحابة ، ب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ح 2424 ) .

قال الحاكم : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد : ثنا الحسين بن الفضل البحلي ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، أخبرني حميد وعلي بن زيد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول : ( الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

( المستدرك 3/158- ك معرفة الصحابة ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء ، وخصهم برحمة منه .