تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا} (33)

{ وقرن في بيوتكن } من قرأها بالفتح ؛ فهو من القرار{[1092]} . قال محمد : والأصل فيه : ( اقررن ) فحذف الراء الأولى لثقل التضعيف ، وألقى حركتها على القاف ؛ فصارت : ( وقرن ) . قال يحيى : وتقرأ : ( وقِرن ) بكسر القاف ، وهو من الوقار . قال محمد : وقر في منزله يقر وقورا{[1093]} . { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } أي : قبلكم ؛ في تفسير الحسن ، وليس يعني : أنها كانت جاهلية قبلها ؛ كقوله : { عادا الأولى }{[1094]} . وبعضهم يقول : يعني الجاهلية التي ولد فيها إبراهيم قبل الجاهلية التي ولد فيها محمد { وأقمن الصلاة } يعني : الصلوات الخمس { وآتين الزكاة } يعني : المفروضة { وأطعن الله ورسوله } فيما أمركن { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } يعني : الشيطان . وقال بعضهم : الرجس : الإثم .

وقال محمد : الرجس في اللغة : كل مستنكر مستقذر من مأكول ، أو عمل ، أو فاحشة ، و( أهل البيت ) منصوب على وجهين : على معنى : أعنى أهل البيت ، وعلى النداء .

{ ويطهركم تطهيرا( 33 ) } يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي داود ، عن أبي الحمراء ، قال : " رابطت المدينة سبعة أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة –ثلاثا- { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( 33 ) } " {[1095]} .


[1092]:انظر في توجيه القراءة: السبعة لابن مجاهد (522)، والنشر لابن الجزري (2/348).
[1093]:قال ابن قتيبة في توجيه القراءة: السبعة لابن مجاهد (522)، والنشر لابن الجزري (2/348).
[1094]:سورة النجم: آية (50).
[1095]:رواه ابن أبي شيبة في "المسند" (720)، بتحقيقنا. وابن جرير في "تفسيره" (22/6)،وابن عدي في "الكامل" (7/174)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (173) (475)، وأبو أحمد الحاكم في "الكني" (4/198).