تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

{ إلهه هواه } لا يهوى شيئاً إلا ركبه " ع " ، أو يعبد ما يهواه ويستحسنه كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه رماه وعبد الآخر ، أو أرأيت من ينقاد لهواه انقياده لإلهه ومعبوده { وأضلّه الله } وجده ضالاً ، أو ضل عن الله . قال الشاعر :

هَبُوني امْرَأ منكُمْ أضلَّ بَعيرَهُ *** له ذِمَّةٌ إِنَّ الذِّمَامَ كَبِيرُ

ضل عنه بعيره .

{ على علم } منه أنه ضال ، أو عِلِم الله -تعالى- في سابق علمه أنه سيضل { وخَتَم على سمعه وقلبه } فلا يسمع الوعظ ولا يفقه الهدى وغشي بصره فلا يبصر الرشد أخبر عنهم بذلك ، أو دعا به عليهم نزلت في الحارث بن قيس ، أو في الحارث بن نوفل .