{ أفرأيت } الآية ، قال مقاتل : نزلت في الحرث بن قيس السهمي ، وأفرأيت : هو بمعنى أخبرني ، والمفعول الأول هو : { من اتخذ } ، والثاني محذوف تقديره بعد الصلاة التي لمن اهتدى ، يدل عليه قوله بعد : { فمن يهديه من بعد الله } ، أي لا أحد يهديه من بعد إضلال الله إياه .
{ من اتخذ إلهه هواه } : أي هو مطواع لهوى نفسه ، يتبع ما تدعوه إليه ، فكأنه يعبده ، كما يعبد الرجل إلهه .
قال ابن جبير ، إشارة إلى الأصنام : إذ كانوا يعبدون ما يهوون من الحجارة .
وقال قتادة : لا يهوى شيئاً إلا ركبه ، لا يخاف الله ، فلهذا يقال : الهوى إله معبود .
وقرأ الأعرج ، وأبو جعفر : آلهة ، بتاء التأنيث ، بدل من هاء الضمير .
وعن الأعرج أنه قرأ : آلهة على الجمع .
قال ابن خالويه : ومعناه أن أحدهم كان يهوى الحجر فيعبده ، ثم يرى غيره فيهواه ، فيلقى الأول ، فكذلك قوله : { إلهه هواه } الآية .
وإن نزلت في هوى الكفر ، فهي متناولة جميع هوى النفس الأمارة .
قال ابن عباس : ما ذكر الله هوى إلاّ ذمه .
وقال وهب : إذا شككت في خبر أمرين ، فانظر أبعدهما من هواك فأته .
وقال سهل التستري : هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك .
وفي الحديث : « والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني » ومن حكمه الشعر قول عنترة ، وهو جاهلي :
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد *** لا أتبع النفس اللجوج هواها
وقال أبو عمران موسى بن عمران الإشبيلي الزاهد ، رحمه الله تعالى :
فخالف هواها واعصها إن من يطع *** هوى نفسه ينزع به شر منزع
ومن يطع النفس اللجوج ترده *** وترم به في مصرع أي مصرع
{ وأضله الله على علم } : أي من الله تعالى سابق ، أو على علم من هذا الضال بأن الحق هو الدين ، ويعرض عنه عناداً ، فيكون كقوله : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } وقال الزمخشري : صرفه عن الهداية واللطف ، وخذ له عن علم ، عالماً بأن ذلك لا يجدي عليه ، وأنه ممن لا لطف به ، أو مع علمه بوجوه الهداية وإحاطته بأنواع الألطاف المحصلة والمقربة .
انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال .
وقرأ الجمهور : { غشاوة } : بكسر الغين ؛ وعبد الله ، والأعمش : بفتحها ، وهي لغة ربيعة .
والحسن ، وعكرمة ، وعبد الله أيضاً : بضمها ، وهي لغة عكلية .
والأعمش ، وطلحة ، وأبو حنيفة ، ومسعود بن صالح ، وحمزة ، والكسائي ، غشوة ، بفتح الغين وسكون الشين .
وابن مصرف ، والأعمش أيضاً : كذلك ، إلا أنهما كسرا العين ، وتقدم تفسير الجملتين في أول البقرة .
وقرأ الجمهور : { تذكرون } ، بشد الذال ؛ والجحدري يخففها ، والأعمش : بتاءين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.