تفسير الأعقم - الأعقم  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

{ أفرأيت } يا محمد { من اتخذ إلهه هواه } ، قيل : دينه ما يهواه في أموره لا بحجَّة تقوى ، وقيل : اتخذه معبوداً هواه فيعبد ما يهوى دون ما دلت الدلالة على أن العبادة تحق له ، وكانت العرب تعبد العزى وهو حجر أبيض وحسا من آلهته ، وكانوا يعبدون الحجارة والذهب والفضة وإذا وجدوا شيئاً أحسن من الأول رموه وكسروه وألقوه في بئر وعبدوا الثاني فأنزل الله : { أفرأيت من اتخذ آلهة هواه } ، وقيل : نزلت في الحارث بن قيس السهمي كان يعبد ما تهوى نفسه ، وهو أحد المستهزئين { وأضلّه الله على علم } ، قيل : وجده الله ضالاً على علم أنه يضل ، وقيل : ظهور الضلال منه أي عالم بأنه ضال ، وقيل : أضله عن ثوابه وجنته { وختم على سمعه وقلبه } ، قيل : وسم عليها الملائكة علامة ، وقيل : خذله وخلاه على ما اختاره حتى استحكم عبادة السوء في قلبه ، فلم يسمع الحق ولا يفهمه فكأنه مختوم على قلبه وعينه { وجعل على بصره غشاوة } أي غطاء ، يعني يصير كأنه كذلك من حيث لا يبصر الحق تشبيهاً { فمن يهديه من بعد الله } أي إن لم يهتد بهدى الله فمن يهديه سواه ، وقيل : إذا لم يهده الله إلى الجنة فمن يهديه { أفلا تذكّرون } يعني أفلا تتفكرون في هذا حتى تفهموه .