بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} (24)

ثم قال عز وجل : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ } ، «لم » تستعمل للماضي «ولن » تستعمل للمستقبل ، فكأنه قال : فإن لم تفعلوا ، أي لم تأتوا في الماضي ولن تفعلوا ، أي لن تأتوا في المستقبل ، وتجحدون بغير حجة { فاتقوا النار } ، قال قتادة : معناه ، { فإن لم تفعلوا } ولن تقدروا أن تفعلوا ولن تطيقوا { فاتقوا النار } ، أي : احذروا النار { التى وَقُودُهَا الناس والحجارة } ، يعني حطبها الناس إذا صاروا إليها ، والحجارة قبل أن يصيروا إليها . ويقال معناه : إن مع كل إنسان من أهل النار حجراً معلقاً في عنقه حتى إذا طفئت النار ، رسبه به الحجر إلى أسفل . ويقال : { وقودها الناس والحجارة } أي حجارة الكبريت ، وإنما جعل حطبها من حجارة الكبريت لأن لها خمسة أشياء ليست لغيرها : أحدها : أنها أسرع وقوداً ، والثاني : أنها أبطأ خموداً ، والثالث : أنها أنتن رائحة ، والرابع : أنها أشد حراً ، والخامس : أنها ألصق بالبدن . قوله تعالى : { أُعِدَّتْ للكافرين } أي خلقت وهيئت للكافرين وقدِّرت لهم .