{ وَكَذَلِكَ } : كما هديناكم صراطاً مستقيماً ، وقيل إشارة إلى ولقد اصطفيناه في الدنيا ، أي : كما اخترنا إبراهيم عليه السلام ، { جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً {[233]} } : عدولا خياراً ، { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ } : على صدقكم ، { شَهِيداً } ، وذلك لأن الأمم يجحدون يوم القيامة تبليغ الأنبياء ، فالأنبياء يأتون بأمة محمد عليه الصلاة والسلام فيشهدون بالتبليغ ، فتقول الأمم : من أين عرفتم ؟ ، فيقولون : أخبرنا نبينا في كتابه {[234]} ، ثم يزكيهم محمد عليه الصلاة والسلام ، { وَمَا {[235]} جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ {[236]} الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا } ، أي : أصل أمرك استقبال الكعبة ، فإنها قبلة إبراهيم ، لكن جعلنا قبلتك بيت المقدس ، قوله : " التي كنت عليها " أحد مفعولي جعل ، أي : الجهة التي كنت عليها {[237]} ، وقيل : تقديره وما جعلنا تحويل القبلة التي كنت عليها ، وعلى هذا التي صفة القبلة أقول والله أعلم بمراده : يحتمل أن يراد من التي كنت عليها الكعبة ، أي : خاطرك مائل إليها ، فإن الأصح أن القبلة قبل الهجرة الصخرة لكن خاطره الأشرف مائل إلى أن تكون الكعبة قبلة ، { إِلاَّ لِنَعْلَمَ {[238]} } : علماً حالياً يتعلق به الجزاء ، { مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ } : عند نسخ القبلة ، { مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } : يرتد ، والظاهر أن تقديره متميزاً ، ممن ينقلب حال من فاعل يتبع ، أو ثاني مفعولي نعلم ، وقد نقل أن كثيرا من المسلمين ارتدوا عند تحويل القبلة ، ظنا منهم أن هذا حيرة منه عليه الصلاة والسلام ، { وَإِن كَانَتْ } ، أي التولية {[239]} ، وإن مخففة ، { لَكَبِيرَةً } : ثقيلة ، { إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ } ، أي : هداهم الله ، { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } : بالقبلة الأولى ، وتصديقكم واتباعكم نبيكم في القبلة الثانية ، أو صلاتكم إلى الصخرة ، ففي الصحيح {[240]} أن الصحابة سألوا كيف حال إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى ؟ فنزلت ، { إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {[241]} }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.