أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ} (7)

شرح الكلمات :

{ الصراط } : تقدم بيانه .

{ الذين أنعمت عليهم } : هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، وكل من أنعم الله عليهم بالإيمان به تعالى ومعرفته ، ومعرفة محابه ، ومساخطه ، والتوفيق لفعل المحاب وترك المكاره .

{ غير } : لفظ يستثنى به كإلاّ .

{ المغضوب عليهم } : من غضب الله تعالى عليهم لكفرهم وإفسادهم في الأرض كاليهود .

{ الضالين } : من أخطأوا طريق الحق فعبدوا الله بما لم يرعه كالنصارى .

المعنى :

لما سأل المؤمن له ولإخوانه الهداية إلى الصراط المستقيم ، وكان الصراط مجملاً بيّنه بقوله صراط الذين أنعمت عليهم وهو المنهج القويم المفضي بالعبد إلى رضوان الله تعالى والجنة وهو الإسلام القائم على الإيمان والعلم والعمل مع اجتناب الشرك والمعاصي .

لما سأل المؤمن ربَّه الصراط المستقيم وبينه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان والعلم والعمل . ومبالغة في طلب الهداية إلى الحق ، وخوفاً من الغواية استثنى كلاً من طريق المغضوب عليهم ، والضالين .

الهداية :

من الهداية ما يلي :

- الاعتراف بالنعمة .

- طلب حسن القدوة .

- الترغيب في سلوك سبيل الصالحين : والترهيب من سلوك سبيل الغاوين .

ختام السورة:

[ تنبيه أول ] : كلمة آمين ليست من الفاتحة : ويستحب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة يمد بها صوته ويقولها المأموم ، والمنفرد كذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أمن الإِمام فأمنوا أي قولوا آمين بمعنى اللهم استجب دعاءنا ، ويستحب الجهر بها ؛ لحديث ابن ماجة : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال : غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول فيترج بها المسجد .

[ تنبيه ثان ] : قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة من الصلاة ، أمَّا المنفرد والإِمام فلا خلاف في ذلك ، وأمَّا المأموم فإن الجمهور من الفقهاء على أنه يسن له قراءة ويكون مخصصاً لعموم حدث : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .