تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ} (7)

{ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ، يعني دلنا على طريق الذين أنعمت عليهم ، يعني النبيين الذين أنعم الله عليهم بالنبوة ، كقوله سبحانه : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين } ( مريم : 58 ) ، { غير المغضوب عليهم } ، يعني دلنا على دين غير اليهود الذين غضب الله عليهم ، فجعل منهم القردة والخنازير ، { ولا الضالين } يقول : ولا دين المشركين ، يعني النصارى .

ختام السورة:

قال حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن مرثد ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يقول الله عز وجل : قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } ، يقول الله عز وجل : شكرني عبدي ، فإذا قال : { الرحمن الرحيم } ، يقول الله : مدحني عبدي ، فإذا قال : { مالك يوم الدين } ، يقول الله : أثنى علي عبدي ، ولعبدي بقية السورة ، وإذا قال : { وإياك نستعين } ، يقول الله : هذه لعبدي إياي يستعين ، وإذا قال : { اهدنا الصراط المستقيم } ، يقول الله : فهذه لعبدي ، وإذا قال : { صراط الذين أنعمت عليهم } ، يقول الله : فهذه لعبدي ، { ولا الضالين } ، فهذه لعبدي" .

قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال : إذا قرأ أحدكم هذه السورة فبلغ خاتمتها ، فقال : { ولا الضالين } ، فليقل : آمين ، فإن الملائكة تؤمن ، فإن وافق تأمين الناس ، غفر للقوم ما تقدم من ذنوبهم .

قال : حدثنا عبيد الله ، قال حدثني أبي ، قال : حدثني هذيل ، عن وكيع ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : لما نزلت فاتحة الكتاب رَنَّ إبليس .

قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، عن صالح ، عن وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن السدى ، عن عبد خير ، عن علي ، رضي الله عنه ، في قوله عز وجل : { سبعا من المثاني } ( الحجر : 87 ) ، قال : هي فاتحة الكتاب .