صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ} (7)

{ صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم } أي بطاعتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : { فَاُولَئِكَ مَعَ الذِينَ أَنعَمَ الله عَليهم من النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُهَدَاءِ والصَالِحِين }{[6]}

{ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِم } روي مرفوعا تفسير " المغضوب عليهم " باليهود ، و " الضالين " بالنصارى ، قال تعالى في اليهود { قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذَلِكَ مَثُوبَةً عندَ الله مَن لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيهِ وَجَعَلَ منهم القِرَدَةَ والخَنَازِير وعَبَد الطَّاغُوتَ أولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَاَضَلُّ عن سَواء السبِيل }{[7]} وقال تعالى في النصارى { يأهلَ الكتابِ لاَ تَغلُوا فِي دِينكم غير الحقِ ولا تتبِعُوا أهواء قوم قد ضَلُّوا من قبلُ وأَضلُّوا كثيراً وضلُّوا عن سواء السبيل }{[8]} واليهود قد عرفوا الحق وانحرفوا عنه ، فغضب الله عليهم . والنصارى جهلوه وعموا عنه ، فضلوا وأضلوا . وفي حكم اليهود والنصارى من هم على شاكلتهم من أهل النحل الأخرى من غير المسلمين .

والغضب : صفة أثبتها الله تعالى لنفسه على الوجه اللائق بحلال ذاته ، ونؤمن بها ، ونفوض إليه تعالى علم حقيقتها بالنسبة إليه ، مع تنزيهه عن مشابهة الحوادث . وأثرها الانتقام والعذاب .

والضلال : العدول عن الطريق السوي ، والذهاب عن سنن القصد ، وطريق الحق ، ومنه : ضل اللبن في الماء إذا غاب .


[6]:آية 69 النساء
[7]:آية 60 المائدة
[8]:آية 77 المائدة