الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ} (7)

أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عمر بن الخطاب . أنه كان يقرأ { صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين } .

وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري عن عبد الله بن الزبير قرأ { صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين } في الصلاة .

وأخرج ابن الأنباري عن الحسن أنه كان يقرأ { عليهمي } بكسر الهاء والميم ، وإثبات الياء .

وأخرج ابن الأنباري عن الأعرج أنه كان يقرأ { عليهمو } بضم الهاء والميم ، وإلحاق الواو .

وأخرج ابن الأنباري عن عبد الله بن كثير أنه كان يقرأ { أنعمت عليهمو } بكسر الهاء وضم الميم مع إلحاق الواو .

وأخرج ابن الأنباري عن ابن اسحق أنه قرأ { عليهم } بضم الهاء والميم من غير إلحاق واو .

وأخرج ابن أبي داود عن إبراهيم قال : كان عكرمة والأسود يقرآنها { صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين } .

وأخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال { أنعمت عليهم } الآية السادسة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { صراط الذين أنعمت عليهم } يقول : طريق من أنعمت عليهم من الملائكة ، والنبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين الذين أطاعوك وعبدوك .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { صراط الذين أنعمت عليهم } قال : المؤمنين .

وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في قوله { صراط الذين } قال : النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه .

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله { صراط الذين أنعمت عليهم } قال : النبيون { غير المغضوب عليهم } قال : اليهود { ولا الضالين } قال : النصارى .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { غير المغضوب عليهم } قال : اليهود { ولا الضالين } قال : النصارى .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال : اليهود والنصارى .

وأخرج عبد الرزاق وأحمد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن شقيق قال : " أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى على فرس له ، وسأله رجل من بني العين فقال : من المغضوب عليهم يا رسول الله ؟ قال : اليهود قال : فمن الضالون ؟ قال : النصارى " .

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر أهل وادي القرى فقال له رجل : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء { المغضوب عليهم } يعني اليهود قال : يا رسول الله فمن هؤلاء الطائفة الأخرى ؟ قال : هؤلاء { الضالون } يعني النصارى .

وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن { المغضوب عليهم } قال : اليهود . قلت { الضالين } قال : النصارى " .

وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد الله بن شقيق عن رجل من بلعين عن ابن عم له أنه قال " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى فقلت : من هؤلاء عندك ؟ قال : { المغضوب عليهم } اليهود { ولا الضالين } النصارى " .

وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وسعيد بن منصور عن اسماعيل بن أبي خالد " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { المغضوب عليهم } اليهود { والضالون } هم النصارى " .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن { المغضوب عليهم } اليهود ، وإن { الضالين } النصارى " .

وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه والطبراني عن الشريد قال : " مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا ، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري ، واتكأت على الية يدي قال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟ " .

وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود قال { المغضوب عليهم } اليهود و{ الضالين } النصارى .

وأخرج ابن جريج عن مجاهد . مثله .

قال ابن أبي حاتم : لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير { المغضوب عليهم } باليهود { والضالين } بالنصارى .

ختام السورة:

ذكر آمين

أخرج وكيع وابن أبي شيبة عن أبي ميسرة قال : لما أقرأ جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب فبلغ { ولا الضالين } قال : " قل آمين فقال : آمين " .

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن وائل بن حجر الحضرمي قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال { آمين } يمد بها صوته " .

وأخرج الطبراني والبيهقي عن وائل بن حجر " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال : رب اغفر لي { آمين } " .

وأخرج الطبراني عن وائل بن حجر قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في الصلاة ، فلما فرغ من فاتحة الكتاب قال { آمين } ثلاث مرات " .

وأخرج ابن ماجه عن علي " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال { ولا الضالين } قال { آمين } .

وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قرأ - يعني الإمام - { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا { آمين } يجبكم الله " .

وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه " .

وأخرج أبو يعلى في مسنده وابن مردويه بسند جيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال الذين خلفه { آمين } التقت من أهل السماء وأهل الأرض ، ومن لم يقل { آمين } كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا سهامهم ولم يخرج سهمه فقال : ما لسهمي لم يخرج ؟ قال : إنك لم تقل { آمين } " .

وأخرج أبو داود بسند حسن عن أبي زهير النميري وكان من الصحابة أنه كان إذا دعا الرجل بدعاء قال : اختمه { بآمين } فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة ، وقال " أخبركم عن ذلك ؟ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فأتينا على رجل قد ألح في المسألة ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يسمع منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أوجب أن ختم . فقال رجل من القوم : بأي شيء يختم ؟ قال { بآمين } فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب " .

وأخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في سننه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على التأمين " .

وأخرج ابن ماجه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين ، فأكثروا من قول { آمين } .

وأخرج ابن عدي في الكامل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اليهود قوم حسد ، حسدوكم على ثلاثة أشياء ، إفشاء السلام ، وإقامة الصف ، وآمين " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن معاذ بن جبل " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن اليهود قوم حسد ، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث . رد السلام ، وإقامة الصفوف ، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة { آمين } " .

وأخرج الحرث بن أسامة في مسنده والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت ثلاث خصال . أعطيت صلاة الصفوف ، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة ، وأعطيت { آمين } ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هرون ، فإن موسى كان يدعو وهرون يؤمن . ولفظ الحكيم : إن الله أعطى أمتي ثلاثا لم يعطها أحد قبلهم . السلام وهو تحية أهل الجنة ، وصفوف الملائكة ، { وآمين } إلا ما كان من موسى وهرون " .

وأخرج الطبراني في الدعاء وابن عدي وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده المؤمنين " .

وأخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال " قلت يا رسول الله ما معنى آمين ؟ قال : رب افعل " .

وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس . مثله .

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنف عن هلال بن يساف ومجاهد قالا { آمين } اسم من أسماء الله .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حكيم بن جبير . مثله .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال : كان يستحب إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } أن يقال : اللهم اغفر لي { آمين } .

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقل : اللهم إني أسالك الجنة وأعوذ بك من النار .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الربيع بن خيثم قال : إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فاستعن من الدعاء ما شئت .

وأخرج ابن شاهين في السنة عن إسماعيل بن مسلم قال : في حرف أبي بن كعب { غير المغضوب عليهم وغير الضالين آمين بسم الله } قال إسماعيل : وكان الحسن إذا سئل عن { آمين } ما تفسيرها ؟ قال : هو اللهم استجب .

وأخرج الديلمي عن أنس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } ثم قرأ فاتحة الكتاب ، ثم قال آمين ، لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له " .