وقوله سبحانه : { وَأَنذِرِ الناس يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العذاب } [ إبراهيم : 44 ] .
المراد باليَوْمِ : يومُ القيامةِ ، ونصبُهُ على أنه مفعولٌ ب«أَنْذِر » ، ولا يجوزُ أن يكون ظرفاً ، لأن القيامة ليْسَتْ بموطنِ إِنذار .
قال الشيخُ العارفُ باللَّهِ عبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي جَمْرَة : يجبُ التصْدِيقُ بكُلِّ ما أخبر اللَّه ورسُولُهُ به ، ولا يتعرَّض إِلى الكيفيَّة في كلِّ ما جاء من أمْرِ الساعة وأَحْوَالِ يومِ القيامةِ ، فإِنه أمْرٌ لا تسعه العُقُولُ ، وطَلَبُ الكيفيَّة فيه ضعْفٌ في الإِيمانِ ، وإِنما يجبُ الجَزْم بالتصديقِ بجميعِ مَا أخبر اللَّه بهِ ، انتهى .
قال الغَزَّالِيُّ : فَأَعلمُ العلماءِ وأعْرَفُ الحكماءِ ينكشفُ له عَقِيبَ المَوْت مِنَ العجائبِ والآياتِ ما لَمْ يَخْطُرْ قَطُّ بباله ، ولا اختلج به ضميره ، فلو لم يكُنْ للعاقلَ هَمٌّ ولا غَمٌّ ، إِلا التفكُّر في خَطَر تلك الأحوال ، وما الذي ينكشفُ عَنْه الغِطَاء من شقاوةٍ لازمةٍ ، أو سعادة دائمةٍ لكان ذلك كافياً في استغراق جميع العُمُر ، والعَجَبُ من غَفْلتنا ، وهذه العظائِمُ بَيْنَ أيدينا . انتهى من «الإِحياء » .
وقوله : { أَوَ لَمْ تَكُونُوا } معناه : يقال لهم . وقوله : { مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ } : هو المُقْسَمُ عليه ، وهذه الآية ناظرةٌ إِلى ما حَكَى اللَّه سبحانه عنهم في قوله : { وَأَقْسَمُوا بالله جَهْدَ أيمانهم لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.