النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّـٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (176)

قوله عز وجل : { وَلَو شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } فيه وجهان :

أحدهما : يعني لأمتناه فلم يكفر .

والثاني : لحلنا بينه وبين الكفر فيصير إلى المنزلة المرفوعة{[1159]} معصوماً ، قاله مجاهد .

{ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ } أي ركن إليها . وفي ركونه إليها وجهان :

أحدهما : أنه ركن إلى أهلها في استنزالهم له ومخادعتهم إياه .

والثاني : أنه ركن إلى شهوات الأرض فشغلته عن طاعة الله ، وقد بين ذلك قوله تعالى { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } .

ثم ضرب مثله بالكلب { . . . إِن تَحْمِ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } وفي تشبيهه بالكلب اللاهث وجهان :

أحدهما : لدناءته ومهانته .

الثاني : لأن لهث الكلب ليس بنافع له .


[1159]:من معنى عبارة ق حيث جاء فيها: حتى يصير مرفوع المنزلة.