بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّـٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (176)

ثم قال : { وَلَوْ شِئْنَا لرفعناه بِهَا } يعني : بالآيات ويقال : رفعناه في الآخرة بما علمناه من آياتنا { ولكنه أَخْلَدَ إِلَى الأرض } يعني : أمية بن أبي الصلت أو بلعم بن باعوراء مال إلى الدنيا ورضي بها { واتبع هَوَاهُ } أي هوى نفسه ويقال : عمل بهوى المرأة وترك رضى الله ويقال : أخذ مسافل الأمور وترك معاليها { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكلب } يقول : مثل بلعم كمثل الكلب { إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ } يقول : إن طردته فهو يلهث { أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } يعني : وإن تركته فهو يلهث . قال القتبي : كل شيء يلهث من إعياء أو عطش ما خلا الكلب . فإنه يلهث في حال الراحة والصحة والمرض . فضرب الله تعالى به مثلاً يعني : كما أن الكلب إن طردته أو تركته يلهث فكذلك بلعم أو أمية بن أبي الصلت إن وعظته لم يتعظ وإن تركته لم يفعل . وقال مجاهد : يعني الكفار إن قرئ عليهم الكتاب لم يقبلوا ، وإن لم يقرأ عليهم لم يعملوا هم أهل مكة . { ذلك مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بآياتنا } يعني : ذلك صفة الذين جحدوا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن { فاقصص القصص } أي اقرأ عليهم القرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } أي : لكي يتعظوا بأمثال القرآن ويؤمنوا به .